Image title


بقدر الأشياء التي تستدعي الحزن يواجه البعض أيامهم بإحياء المناسبات العالمية*، في محاولة للالتفات إلى ما يشرح النفس ويستدعي السرور.

مع حلول العاشرة صباحا اتجهت إلى عملي، وكعادتي لا أمل من استصحاب الإذاعة، لكن أغلب الموجات التي قلبت سمعي بينها اتحدت في الاحتفال بيوم الأم، بين متصل ينشد قصيدة في أمه وضيف يتحدث عن مكانة الأم ومذيعة تستنهض المذيعين لمشاركتها بهذه المناسبة.

لدي ميل لم اشأ اختياره بالرغبة في كسر الرتابة .. أي رتابة .. لكن الاحتفالات العالمية لا تستنهض عزيمتي في التفاعل معها، فـ"ظن خيرا ولا تسأل عن السبب".

حين وصلت إلى المكتب كان قوقل يستعيد ذكرى ميلاد الشاعر العملاق نزار قباني وهو أمر ربما يستدعي الاحتفاء لدى البعض، لكني تساءلت في داخلي: مالذي يستنهض فيك الاحتفال في يوم تعددت فيه المناسبات؟ انتقلت عبر محرك البحث إلى احتفالات 21 مارس، وحملت لي نتيجته هذه القائمة العريضة: عيد الأم في الوطن العربي، اليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري، اليوم العالمي للشجرة، اليوم العالمي لمتلازمة داون، اليوم العالمي للشعر، الاعتدال الربيعي، يوم الشباب في تونس، عيد النوروز، العيد القومي للشعب الكردي.

21 من مارس يوم مفعم بالأمل لشعوب وأعراق وأجيال تنشد الحياة، وفي أيامنا هذه من لا يغتنم اللحظات ستقضي عليه انباء المآسي وكدر الليالي المعتمة من تاريخ الإنسانية الجاري.



*الأيام الدولية بالأمم المتحدة