كعادته في بداية الصباحات الخريفية ؛يقف ذو الخمسين خريفًا يكنس أوراقاً صفراءَ متساقطة ًمن شجرة ضخمة تغطي واجهة المبنى الذي يعمل فيه .
كان يكنسه بإيقاعٍ حركي وصوتي شديد الانتظام ؛ كنسة بمقشته ...انزلاقتين بقدمه نحو اليسار ..وقفزة وقُورةٌ للدرجة التالية .
(القاعدة الأولى للخروج في صباحات الخريف: لا تبقى وحيدًا ولا تعمل في صمت ، جد شيئًا يعلو صوته صوت تفكيرك وإلا وقعت فريسة سهلة لأدوات الاستفهام ).
ما الذي أتى به إلى هنا ؟ يكنس كلّ يومٍ نحيب تلك الشجرة على ربيعها المغدور ولا يُقدّر عمله أحد ، ما المميز أصلاً؟ خُلق الدرج ليبقى نظيفًا لا شيء يدعو للاندهاش .
كنسة بالمقشة ...انزلاقتين لليسار ..قفزة للدرجة التالية .
هل كان يجب أن يتزوج بتلك السرعة ؟ ويورط نفسه بزوجة وأولاد ومسئولية وصراع مع عملات معدنية لا ينتهي ؟
"أقسم أنه أغبى قرارٍ اتخذته طيلةَ حياتي "
كنسة بالمقشة ...انزلاقتين لليسار ...قفزة للدرجة التالية .
خمسون عامًا من الفشل المتكرر والفرص الضائعة ، " أي حماقة جعلتني أضحي بمنحة دراسية لأبقى هنا أعمر بلدي وأعيش وسط أهلي ؛ وبالفعل كان نماء ملحوظًا جدًا
قد نمت هذه الشجرة كثيرا منذ أول مرة التقيتها ، لقد كبرنا معا إذًا يا عجوز أليس كذلك ؟ "
كنسة بالمقشة ...انزلاقتين لليسار ..
زلت قدمه هذه المرة وانثنت تحته ليقع أرضًا ، كان هذا عندما أخبره الطبيب أنه لن يتمكن من ممارسة القفز العالي ثانية لكسر بالغ في ساقه ، نصحه آنذاك أن يستريح تمامًا وينسى أمر تلك البطولة محافظًا على ما بقي من ساقه ليتكأ عليها .
كان خبراً صادمًا ، جعله يغادر عيادة الطبيب يجوب الطرقات ويمشي محاولاً القفز من جديد
قفز قفزة عالية في آخر محاولاته ...لكن لم تسعفه قدماه فوقع في لحظته ليجد نفسه أمام ََمبنًى ضخم تحرسه شجرةٌ صغيرة ، ورجلٌ خمسيني يكنس الدرج بإيقاع منتظم
كنسة بالمقشة ...انزلاقتين لليسار ...قفزة للدرجة التالية .