خمسة وعشرين عام..
وانا احمل صدري بداخلي، واشعر بالنبضات وكأنها ضربات السوط تضرب داخلي
خمسة وعشرين عام، والضربات لا تتوقف! حاولت إطعامها بالحُب وبالاصدقاء وبالكتب وبالقصائد، وكعك البرتقال لكنها كانت عصية الامتلاء وترفض ان تهدأ
خمسة وعشرين عام وانا اتسأل وابحث ماهذا الشي الذي بداخلي؟ اهي قرع طبول؟ ام مجموعة اصوات صاخبة تخبرني انني على قيد الحياة؟ اهو ارتطام الافكاربالداخل؟ أكانت ربما صرخة تحكي عن امر ما؟
هل هذا ما قُدر لي؟ ان اسمع هذا الضجيج ما حييت؟
هل قُدر لي ان ابقى محبوسة داخل صخب طوال حياتي؟
صاخبة من الداخل كمنصة في حفلة عيد ميلاد ابن مُدلل
وهادئة وساكنة من الخارج كالعاطفة كالحلم كالنسمات الهادئة
وعلى الرغم من كل هذا الضحيج بالداخل
خفت، خفت لاني ولدت مبكرًا باعتقادي
حتى عندما لفظني رِحم امي تعلمت
تعلمت ان أحيا ان أشعر ان أدرس ان أعمل أُدخر أن اصبح إنسانًا
ومع ذلك، كان وما زال الخوف يدب باعماقي كان الخوف يتمادى ويتمادى معه الضجيج
وكإنسان مُرغم عشت ادفع فواتير هذا الضجيج
دون كلل عام بعد عام، كإي انسانٍ اخر..
خمسة وعشرين عام وانا أشعر
أشعر بانني حقيقة يُساء فهمها، تخليت عن مطاردة الاحلام بعد العام الثالثة والعشرين
تذوقت الفشل وصدمتني حدة الواقع وبعد كل هذا اصبح كل ما تعرفه روحي هو الحذر
متهورة وعنيدة وأنانية واحيانًا وقحة..
راكمت كل ما جرى بالسابق ولا أعلم متى سيخرج كل هذا
أحارب شياطيني في كل صباح، ولا احد يعلم ما أكابد في الليل
انظر إلي الان هذا انا لم ادعي المثالية قط وبعد خمسه وعشرين عام أخطائي تحكي قصتي كحقيقة يُساء فهمها..