بسم الله الرحمان الرحيم أصلح الله أمركم و جمع شملكم و علمكم الخير و جعلكم من أهله.
كل تحياتي و شكري للمجهودات التي يقدمها وزير التربية من أجل مدارسنا . أسيدي الوزير و لئن تطور الإنسان فكريا و إقتصاديا و علميا فظننا بأنه قد وصل إلى مرحلة يعي بها لب الأمور و حقيقتها و لكننا نرى اليوم عكس هذا فظواهر كثيرة تتفشى و بشكل مهول في مجتمعاتنا و خاصة في مدارسنا كالتدخين و المخدرات و القمار.
إلا أن أشد هذه الأفات إنتشارا عند الشباب خاصة و الناس عامة هو التدخين هذا الإسم الذي يلقى رواجا هذه الأيام بشكل مرعب فأينما توجه نظرك لا بد أن تجد أستاذا يدخن أو تلميذا مختبئا وراء الحائط يرمي بعقب سيجارة, كل هذا سيدي الوزير واقع نعيشه و إن كنت بعيدا عن كل هذه الأمور فدعني أجعلك تعيش في خضم هذا الفساد الذي نعيشه فقد أجريت دراسة حديثة بشأن نسب التدخين في العالم ف 24% من المدخنين هم من النساء و هذا لأمر مفزع فقد كنا و لازلنا نتحدث عن أفة تنخر الشباب إلا أننا نتفاجأ بأفة تنخر الشابات فالعديد من الأطفال المشوهين خلقيا كان سببه التدخين فلا بد سيدي أن ننقذ شبابنا محرك مجتمعاتنا قبل أن يفوت أوان الحديث.
بالإضافة إلى هذا فالتدخين مرض قاتل من صنع البشر , فالبشر يسعون إلى كسب المال بغض النظر عن الوسيلة حتى و إن تسببوا في موت أخاهم الإنسان فهذا أمر هين مقابل المال . فسيجارة واحدة تحتوي على كمية من النيكوتين و سم السيانيد القاتل و الكثير من المكونات التي تسبب الموت المبكر فكل سيجارة تستنشقها تنقص من حياتك 5 دقائق و السؤال هنا هل يسعى الإنسان إلى قتل أخيه الإنسان و الجواب يكمن في حب المال .
ففي كل 15 دقيقة يموت 100 شخص في العالم جراء التدخين و 3,4 مليون في السنة جراء نفس السبب فالقرآن ينص علينا بقوله تعالى :﴿ وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين ﴾ . فالتدخين سبب لعديد الأمراض كسرطان الشفة و الفم و قرحة الإثني عشر و الإصابات بنوبات قلبيّة و جلطات دماغيّة و كذلك نوع من العمى يسمّى عمى التدخين , ألهذا خلقنا , لنقتل أنفسنا و الإنتحار محرم في ديننا و كما نعلم فالتدخين إنتحار بطيئ .
يا سيّدي الوزير إنّ الوقت يداهمنا لم تقف واجما من دون حراك عليك إتّخاذ الإجراءات لحماية جيل تآكل جرّاء ثقافة غربيّة دمرت كل ما ورثناه عن أجدادنا . إنّ أبرز الحلول و أكثرها نجاعة هو القيام و التكثيف من الحملات التوعويّة عسى أن يستفيق شبابنا فأي رياح عصفت بهم في هذه الهوّة السحيقة و أيّ تيار جرفهم إلى مستنقع التدخين , على شبابنا أن يقتنع بفكرة التخلي عن هذا الإنتحار البطيئ و كما ذكرت لك سابقا علينا أن نكثف من الحملات التوعوية كالقيام بنادي مكافحة التدخين فيحاول الأخصّائيون أن يساعدوا هؤلاء الظحايا في الإقلاع عن التدخين شيئا فشيئا و بهذا نقتلع هذه الآفة من جذورها و لكن سيدي الوزير كيف سنتخلى عن التدخين و بلادنا يعتمد ربع إقتصادها على بيع السجائر و لكن شيئا فشيئا و إنشاء الله لن يعود لهذا الإسم وجود و أنا مقتنع أنّني لست على فنود .
إذن الإدمان آفة تنخر شبابنا حيث أنها تظعف همتهم و عزيمتهم و تسلس قيادهم إلاّ أنّ العمل الدؤوب و المتواصل سيقضي على هذه الآفة التي تنتشر بسرعة البرق في كل زقاق و منزل و حيّ و مدرسة , لا بدّ سيّدي الوزير أن تقرأ رسالتي بتمعن أنظر إلى الحروف جيّدا حاول أن تفهم معانيها و إذا ما شعرت بالذنب تجاه تركك هذه الآفة تنتشر في و سطنا المدرسي , لا تخذلني سارع بإتخاذ القرار و شكرا .