Image title

بقلم:عبدالله الصقعبي

قبل أيام دعيت إلى أحد البوفيهات العالمية ,وهي -على أنها توفر لك تشكيلة هائلة من الطعام — يتفنن معدوها بإثارة شهية نوعية من الزبائن المترفين,أولئك الذين تجاوزوا مرحلة الشبع ,طـَرَقات الملاعق على الصحون والهمهمات التي أخالها كطنين النحل, والضحكات المتنقلة الأصداء في زوايا القاعة ,كل ذلك يوحي بالسعادة والرضا وشيء من الترف,هذا من وجه

لكن من الوجه الآخر ساءني منظر الطعام المتكدس على طاولات الطعام بعضها لم يُمس ,الجميع يروح ويغدو مالئا تلك الصحون ليمتع عينيه ليس إلا ,المؤلم هو أن هذا المنظر يتكرر كثيرا دون وعي, رغم أني كنت أجد في البوفيه خاصة في المناسبات الكبيرة طريقة لحفظ النعمة أكثر من غيرها ,وبالمناسبة فإن البوفيه (buffet ) هي طريقة أو نظام في تقديم الطعام يعتمد على أن يخدم الإنسان نفسه في أن يأكل ما يريد وبالقدر الذي يحتاج, استخدمها الفرنسيون ثم الانجليز في منتصف القرن التاسع عشر وانتشرت بعد ذلك في العالم حتى وصلت إلينا .

أعود فأقول :لا اعتراض على التلذذ بنعم الله إنما المشكلة بالتبذير والإسراف حينما يُفتح المجال؛ والتي تكاد أن تكون سمة نتميز بها نحن الشعوب العربية والخليج خصوصا,ولا تزال الأجيال تلقن بعضها بعضا حتى تكاد أن تكون ثقافة ,نأخذ أكثر بكثير مما نحتاج,لذا فقد أعجبني نظام أحد البوفيهات في ماليزيا إذ وضعوا ورقة على طاولة الطعام مفادها”سوف تدفع 10 رينجت على كل 100 جرام يبقى في صحنك” بمعنى أن لك الحق في أن تأكل الطعام ولكن ليس لك الحق في أن ترميه وهذا مايفترض أن يكون,ومن المفرح جدا أن الفكرة قد انتقلت إلى هنا فقبل أيام قرأت خبرا عن مطعم “مرمر”بالدمام هذا المطعم فرض صاحبه على أولئك الذي يبقون طعاما في صحونهم أن يدفعوا مبلغا يكون ريعه للمؤسسات الخيرية, هي خطوة يشكر عليها صاحب المطعم و أتمنى أن تُطور وتنتشر, ويبقى دورنا على الأقل إذا دعينا في أن نأخذ على مقدار حاجتنا.

https://medium.com/@a_sagaby/f755215a09b7#.e7fobk77a