لا بد أن تذكِّر نفسك بين الحين و الآخر، الإنسان كائن قادر على الوحشية بأقبح صورها، فلتكن هذه حاضرة في بصيرتك، لمِنَ الممكن أن يقبع تحت الجلد البشري، و العينان اللامعتان، و الملامح التي تشبه الجميع, كائنٌ أكثر وحشية من مفترسات البراري, و كيانًا أكثر شرًّا من الشيطان الذي يلعنه في قِصص إيمانه.
وحوش البراري مُهندسة طبيعيًا بما يخدم بقائها، أمَّا في الكائن البشري القادر على خلق الألم و التلذُّذ به، فهو قادر على التوحُّش لعبًا، للتسلية .. يتوحَّش على من هو أضعف منه, بقيم رديئة, تُحوِّله الى حشرة أمام من لا سلطان له عليهم.
و لهذا أيها الإنسان عليك أن تكون قادرًا على الحذر، و التحطيم .. فالعيش وسط البشر، غير آمن.
_________________________
هامش :
تتكفل السوشيال ميديا بين الحين و الآخر بتذكيرك بقدرة البشري على التندر و الضحك من خلال ممارسة وحشية قذرة بحق كائنات مستضعفة .. لا أرغب بمشاركة ما جعلني أكتب هذه الكلمات هُنا لقباحته, و لكن أعتقد أن على كل أحد البحث بين الحين و الآخر لرؤية المدى الذي يستطيع أن ينحط له الإنسان, ليس فقط من خلال رؤية توحشه, بل كيف يتم هذا التوحش أمام أطفال يلعبون و يضحكون, و بشر لا تهتز نفوسهم أمام حقارة ما يمكن لجنسهم أن يكون عليه .. من أجل توسيع بصيرتك بالبشر الذين تعيش وسطهم.