مَاذَا نَنْتَظِر مِن ثَوْرَة 17 فِي فاتح انْتِفَاضَة شُعَب!
انتهت الجماهيرية بالأمس، عصر الجماهير وحلت علينا اليوم دولة ليبيا، عصر القانون من مأمورية الدستور ومؤسسات دستورية في فاتح انتفاضة شعب، وقد تكون هذه المناسبة ذكرى خالدة لثورة أزاحت نظاما شموليا دكتاتوريا عسكريا، وهو ما انتظرناه جميعا وما سعينا على تحقيقيه دون أن ننسى أهم انجازات الشعب الليبي في انتفاضته.
إن انتفاضة الشعب الليبي في ثورته الشعبية، وهي في ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة لعام 2011، كانت لها حراك شعبي اجتماعي من جميع مدن وبوادي وقرى ليبيا الحبيبة، تخرج هذه الانتفاضة الشعبية من رحم عذاب ومعانات وقهر وبؤس وقسوة شكل النظام الدكتاتوري الفاشي، مثله كمثل الأنظمة المستبدة في التاريخ التي أزاحها الشعوب الإنسانية.
في عيون بريق الشهداء الليبيون الذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل ثورتهم، كان علينا استعادت ليبيا الى المسار الدستوري الذي يحقق للأجيال القادمة الخير والبركة والتحدي الحقيقي، ليس بالكلمات والأقاويل، بل بالأفعال في ملامح وسمت صلابة قوة الثوار الذين خرجوا في اليوم الأول من الثورة الشعبية الليبية.
نعم، أنهم أبناء ليبيا الذين صنعوا لنا ثورة السابع عشر من فبراير، في ميلاد دولة الربيع العربي، وتخلصوا من سلطة ملك ملوك أفريقيا، الرجل الذي كان يحكم ليبيا منذ انقلابه على الدستورية الشرعية في البلد، والذي كان يحكم ليبيا بأساليب وتكتيكات جنونية أوصل البلد والعباد الى حالت الفوضى التي تعيش فيها ليبيا اليوم.
لقد مل الشعب الليبي ذوو الصبر الجميل من التقلبات السياسية التي تشهدها اليوم بلادنا ليبيا، ومن التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية ومن عدم توحيد مؤسسات الدولة الليبية ومن تحايل على وضع دستورا دائما وإجراء انتخابات دستورية نزيهة تعمل على استقرار الدولة الليبية الوليدة.
لقد توقف الصراع العسكري ولم يتوقف الصراع السياسي، وأثبتت لنا الأيام أن الصراع العسكري على السلطة لم يستطع أن يحسم الوضع المتقلب في البلد، لن بهذا العمل العسكري نرجع الى الوراء قبل ثورة الشعب الليبي، ولكن كان يجب علينا أن نسرع في الرجوع للقانون والدستور الليبي الذي يعمل بالتأكيد على إحراز استقرار الدولة الليبية وإنهاء الصراع السياسي في عملية التبادل السلمي على السلطة دستوريا.
يكفي أن ندرك أن لليبيا ثورة شعبية تخص الشعب الليبي، وان ليبيا لا تتخل في شؤون الدول بمحاذاة حدودها، وليبيا لا تعمل على تصدير ثورتها خارج حدودها كما كانت عليها ليبيا في الماضي في عهد الجماهيرية العظمى التي تنادي بالإعتاق النهائي للبشرية جمعا.
اليوم ليبيا تنتظر الكثير من ثورة السابع عشر من فبراير، التدني في مستوى المعيشي ومستوى التعليم والصحة والطرق والعمران والتشييد والأمن والأمان وحماية حدودها المشروعة ، معجزات سوف تطول ما لم تستقر الدولة الليبية بعد ثورة التحرير.
حفظ الله ليبيا ...
بقلم رمزي حليم مفراكس
رجل أعمال مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية