بقلم : سمر العرعير

شاهدوا البيت دمر، البيت انهار، البيت قصف على جسد طفل صغير على جسد ذاك الختيار، على امرأة ما زال جنينها ينبض في رحمها رغم سقوط أمه مدرجه بدمائها حيث القتل المتعمد للجميع حيث الدمار .

قالوا سنعيده وعداً علينا ونعيد الاعمار، وقد حلفوا بالقهار، أن ترجع غزة كما كانت قبل التدمير والانهيار، وعدوا كثيرا وما أسهل النطق بالكلام وما أصعب تنفيذ القرار .

أرجعني ذلك إلى الخلف حيث تسترجع الذاكرة أحداث النكبة والهجرة وكيف كانت الوعود بالعودة غدا إلى الديار، وان الوضع سيرجع كما كان وستعاد الديار، فقالوا لهم اسكنوا الخيام مؤقتاً، مؤقتاً سترجعون غدا حيث مروج بني عامر حيث الربيع والكروم والأزهار .

ومنذ ذلك الوعد المشئوم ولم يرجع الفلسطيني إلى الديار، فكان له إلا أن يلملم جراحاته ويقبل بالأمر الواقع إجباراً لا اختيار.

وها هي الأيام تعيد نفسها، وتدور الأيام وتنطوي الشهور، ومواطن مقهور على ما حل به، فالقتل والتدمير والاعمار الذي بات علمه كأصحاب القبور، فمن يدرى متى البعث ومتى النشور، وهكذا هو حال المواطن في غزة الجريحة، بالأمس وغداً وبعد عصور .

غزة الجريحة تلملم جروحها التي لا تحتمل الانتظار، حيث يبقى الحال على ما هو عليه بعد مضى ما يقارب من 3 شهور على انتهاء الحرب، وما زال الحصار مفروضا وبشده حيث إغلاق المعابر وعدم الإيفاء ببناء ميناء وبناء المطار ، وما زال عشرات الآلاف من الغزيين يبيتون في مدارس الإيواء، وما زال الصياد مطارد في لقمة عيشه فيا بشاعة المنظر ويا صعوبة الأقدار .

وما زالت البيوت جثة هامدة بل متناثرة الأشلاء، ومتى ينفخ فيها روح العمار، وسط صمت عربي وتآمر دولي يزيد من الوضع صعوبة حيث المبيت في العراء وسط برد قارص وشتاء منهمر، وأطفال يحتمون بحجارة منزل مدمر .

حبر على ورق افقدني النطق حتى البصر، سمعنا بالأمس القريب عن ما يسمى بمؤتمر إعادة الاعمار وتغنت به الأشعار والأخبار هنا وهناك يقولون ويطالبون بإعادة الاعمار، يرددون ويخرجون بتوصيات فقط للإعلام، وان ما خرج به المؤتمر بتخصيص 5 مليارات لإعادة الاعمار هيهات هيهات التطبيق والإصرار، على جعل غزة معمره ثابتة قاهره لعدو منهار .

هدفهم بالأمس كان وما زال، بان يجدوا أرضا بلا شعب بلا ديار، ولكن شعب هجر بالأمس سيقف صخرة ثابتة في وجه الإعصار، ولن يترك أرضه ولن يخشى قدره ولن يلجأ إلى الفرار .

وبالرغم من تتابع الأحداث والمماطلة في تنفيذ القرار، بان يعاد الاعمار يبقى المواطن الغزى أمله بالله كبير بان يعاد البناء ويعاد الاعمار ولو بعد حين ورغم كيد المتآمرين ويبقى السؤال وحيدا في صالة الانتظار، لمن يطرق باب الاعمار؟ .