كان هناك معلم عجوز، تعب من شكوى أحد تلاميذه، فكان يشكو على الدوام حول دراسته، ظروف عائلته وتصرفات من حوله تجاهه..
ذات صباح أرسل المعلم الطالب لإحضار بعض الملح، وعندما عاد طلب منه أن يضع قبضة من الملح في كأس من الماء، وطلب منه أن يشربه.
سأل المعلم: ” كيف طعمه؟ ”
بصق التلميذ الماء من فمه وقال: “طعمه مريع جداً ”
ضحك المعلم، ثم طلب من الشاب أن يأخذ قبضة أخرى من الملح وأن يضعها في البحيرة.
مشى الاثنان في صمت إلى البحيرة القريبة، وعندما أخذ التلميذ بعض الملح من الكيس وألقاه فيها، قال له الرجل العجوز:
” اشرب الآن من البحيرة ”
عندما سال الماء من أسفل ذقن الشاب وهو يشرب، سأله المعلم:
” كيف طعمها الآن؟ ”
“طعمها منعش طبعاً”
” حسناً … هل تذوق الملح الآن؟ ”
” لا أبداً ”
جلس المعلم بجانب هذا الشاب المرتبك الذي كان يذكره بنفسه، أخذ بيديه وقال:
” إن آلام الحياة هي كهذا الملح النقي. لا أكثر ولا أقل. كما أن مقدار هذه الآلام هو يبقى نفسه تماماً، لكن الكمية التي تتذوق فيها الألم تعتمد على الحاوية التي تضعه فيها. لذلك عندما تكون في حالة ألم، فإن الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله هو توسيع مداركك وإحساسك بالأشياء، توقف من كونك كأساً وكن كالبحيرة”
” أعثر على مكان بداخلك توجد فيه البهجة، وسوف تحرق البهجة الألم ”
— جوزيف كامبل