يوم الأربعاء: عندما لم يبق على الإجازة سوى يومان مدتها 11 يوم؟!!

نصف الصف غائب ، كراسي أمامها الطاولات ليس بداخلها إلا العصائر والمأكولات والأوراق المتناثرة هنا وهناك ، أما الحضور لا تسألني عنهم أحدهم ينظر إلى الجوال الذي كان مدفونا داخل العباءة وآخر جالس مع زميله يتكلمان في نعيم وسعيد وفي ماض كئيب... لا أرى كتبا إلا كتب الدراسة تكون في الحقائب أو في أدراج المكاتب، لا شروح ولا دروس

 لا أوراق ولا بنود ، يرون المدرسة نزهة قصيرة تنقضي بعد مدة طويلة .

لعل هذه عقول الناجحين؟؟

جاءت الإجازة الجميع فرح بما فيهم أنا ،قلت في نفسي:

سأرتاح من أوراق الامتحان ودرجاتي المتقبلة بين مادة وأخرى.

سأرتاح من مناقشة بل مشاجرة مدرس اللغة العربية الدكتور ط.ن.ش

سأرتاح من مشاجرات الطلاب ومضايقات الزملاء .

سأرتاح سأرتاح سأرتاح ...

مضى اليوم واليومان وأنا جالس أمام شاشة الألعاب التي لم أجلس عليها منذ أيام ، وكل يوم وأنا على هذه الحال حتى ملت نفسي من روتيني اليومي ، كنت أقول سأمضي الإجازة في لعب وحماس فإذا بي إما على سريري أو أتجول في المكان

 إما شاي الليل أو قهوة الصباح، ظهرت نفسي على حقيقتها جاءتني في المحيا والمنام تقول أنا لست أنا  .

سألت نفسي وكنت أعلم أني سأجاوب عن نفسي لم لست أنا؟

وجدتها تحب العمل تحب حركة العقل وفورانه

وجدتها تحب الكتب والقراءة تحب البحث والدراسة

هي لا تحب اللهو أو اللعب إلا اليسير

هي لا تحب الطمأنينة والهدوء ، هي مغامرة تحب المشاكل والهموم ثم تضعها على رأسي وأمسك بزمام الأمور

هي تحب الامتحانات تحب الوقوف والتحدث أمام الناس دون ملل أو فتور

تحب مجالسة المفكرين وقراءة نصوص اللغويين ، تحب الفلسفة الفكرية والنقاشات التفصيلية

تحب الحوار تحب مصاحبة الكبار ..

أنا من صنعتها ، لا أدري هل أجني الثمر أم أقطع أغصان الشجر

نفسي فكري محتقر عند الأصحاب

في المدرسة لا يكلمني إلا مدرس الفنية المفكر الأصيل الذي أرشدني إلى الاستمرار والتطوير وتقديم أفضل النتائج ولو في وقت قصير

وأصدقاء حارتي القدماء لم يعودوا كسابق عهدهم يدعونني للعب الكرة أو التجمع في مكان ما

وكلما شاهدوا في يدي كتاب أدبروا عني كأن لم يروني : ما هذه النفس أي حياة تحبونها .

أأجد في هذا الزمان نفسا توافق نفسي عقلا يوافق عقلي شعورا يماثل شعوري..

هل أخطأت في تربية نفسي وجعلها على هذه الحال؟؟

على أي حال لن يجيبني عن هذا السؤال سوى الأستاذ م.أ.ع لعله يقرأ هذا المقال هذه السطور التي كتبت بقلم التساؤل والحيرة...