صرخة الشهيد تَصُمُّ الآذان ....

تعرض القنوات الفضائية بين الحين والآخر، مشاهد لعوائل شهداء العراق، وخاصة عوائل الحشد المظلومين، الواقعين بين مطرقة النسيان والروتين، ومنهم ترك المراجعة لدوائر الدولة وذات الإختصاص، كونها تكلفهم مالاً وهم لا يملكون قوت يومهم، وهذا بالطبع يدعوا للحيرة والتساؤول في نفس الوقت!؟ هل شهداء الحشد يستحقون أم لا؟ وإذا كانوا يستحقون فلم التعطيل والعقبات أمام عوائلهم! وما هو المقصود من جعلهم يرضخون تحت مزاج الموظفين، الذين لا يستحقوا أن يكونوا بشراً .

من فلتات الدهر تكريم المجرمين، وترك عوائل الشهداء الحقيقيين، وهذا يذكرني بقصة حقيقية سردها لي أحد الأصدقاء، وكان يُصْدِقُني القول، أنه بعد سقوط النظام تقدم شخص يعرفه، لمؤسسة السجناء السياسيين، كان مسجونا أيام النظام السابق، وتم إطلاق سراحه أبان الغزو الأمريكي،وجريمته مسكه بالجرم المشهود، بسرقة خطوط كهرباء "الضغط العالي"، وتم الحكم علية بالمؤبد، ونال عقابه على تلك الجريمة، وأصبح اليوم من السجناء السياسيين ونال حقوق لا يستحقها، بل نافس المجاهدين وزاحمهم !.

المجرم الآخر شقيق السجين المذكور آنفاً، إذ تم الحكم عليه بالإعدام، وأهله روجوا معاملة وهم اليوم من عوائل شهداء حزب الدعوة، والمتضررين من النظام السابق، وهذا بفضل من روج لهم المعاملات، وزور الوثائق الرسمية، وجريمته كانت سرقة خطوط الكهرباء للضغط العالي، وهو شريك أخيه، ولو إحتسبنا كل شهداء زمن النظام السابق، لفاق أعداد شهداء الحشد، الذين سقطوا دفاعاً عن العراق، فهل هذا منصف أمام تضحيات من نذر روحه بالدفاع عن العراق! .

لا أقلل من تضحيات من قارع النظام السابق وتضحياتهم، أمام أكبر طاغوت عرفته البشرية، وهنالك عوائل تفككت، بفضل التقارير التي كان يرفعها المخبرين للامن العامة والمخابرات، والفرق الحزبية المنتشرة في كل العراق، ولكن هنالك أشخاص سرقوا حقوق غيرهم، وقبضوا أموال هم ليسوا بمستحقيها، وهم مكرمون اليوم ويتمتعون بالامتيازات التي قبضوها، وكان من المفروض البحث في الأوليات، والتحري عنهم في أكثر من مكان، وليس الاكتفاء بترويج المعاملات وشهود الزور لهؤلاء السراق والمجرمين .

شهداء الحشد اليوم بذمة الشرفاء، ويجب فتح مكاتب فقط لشهداء الحشد، ومفاتحة الجهات التي تجندوا فيها، وإعطائهم حقوقهم لتصل لحد باب دارهم المؤجر، وليس المملك لهم، لان معظم شهداؤنا هم من طبقة الفقراء، الذين لا يملكون قوت يومهم، لكنهم لبوا نداء قائدهم بالجهاد الكفائي ونالوا الشهادة، لينعم أبناء العراق بالأمن بدماء هؤلاء الفقراء، فهل تقوم الدولة والجهات ذات العلاقة بدورها؟ بإنصاف هذه العوائل واعطائهم حقوقهم، التي يتنعم بها سراق المال العام ؟.