في اعتقادي الشخصي ان أي حلقة من اي مسلسل غربي تتفوق على مسلسل كامل عربي، ونفس هذه الحلقة تتفوق على عشرات الأعمال التلفزيونية السعودية سواء تلك التي يقدمها التلفزيون السعودي أو ما تقدمها القنوات الفضائية الخاصة المحسوبة على السعودية .

والسؤال هنا .. لماذا تفوقت المسلسلات الغربية على العربية ؟

الأجابة على هذا السؤال سهل للغاية ولا يحتاج لتعقيدات، تفوق التليفزيون الغربي على العربي في أربع أمور  :

قبل أن اذكر الإجابة هناك  ملاحظة  بسيطة (الأربع النقاط التي سوف أذكرها هي عامة على جميع الانتاج العربي ولكن مافي التفصيل هو خاص بالانتاج السعودي لان الانتاج العربي يختلف من دولة لأخرى حسب الإمكانيات والخبرة والريادة الفنية لانه من غير المعقول ان أضع  الانتاج السعودي التلفزيوني مع الانتاج المصري مثلا جنبا الى جنب )
  • النص

والنص هنا هو عامود البيت أن صلح قام هذا البيت لعقود عديدة. شح النصوص ومعالجتها دراميا ضعيف جدا في عالمنا العربي ويختلف من دولة لأخرى بنسب متفاوتة، على الصعيدي المحلي السعودي أقدر أن أقول بأنه لايوجد لدينا نصوص ترتقي لأن تصبح عمل تلفزيوني يجذب المشاهدين إليه، وكل ما يكتب من نصوص للتلفزيون لدينا ماهي الا شخمطه في تاريخ الدراما السعودية .

  • الأداء التمثيلي

الممثل ركن من أركان البناء الدرامي ومن غير هذا الركن لن يصمد هذا البناء، من سنين طويلة لم يخرج لنا التلفزيون السعودي ممثلين يستحقون الاشادة أو الإشارة إليهم بالنجاح، كل ما اخرجه لنا التلفزيون أشخاص حافظين لإدوار ونصوص . إداء خالي من التفاعل وخالي من الروح أشبه بإذاعة صباحية في مدرسة إبتدائية لطلاب فاشلين أغصبوا على الخروج لتقديم هذه الأذاعة .

  • الانتاج

وهذا أمر لا يخفى على الجميع أهميته فالمنتج العربي والسعودي على وجه الخصوص بخيل جدا في الصرف على العمل، فالمنتج السعودي لا يتعب في اختيار المخرج ولا الممثلين ولا النصوص. أهم شيء عنده أن يكون رخيص وكويس وهذه أصبحت قاعدة أساسية لدى غالبية المنتجين نص رخيص، ممثل رخيص، مخرج رخيص وعوائد مالية عالية جراء بيع هذا العمل على التلفزيون الذي أصبح منصة لكل عمل هابط فنياً. ولا يشغل باله في التسويق لاحقا لهذا العمل يكفيه كم إعلان في أحد القنوات الفضائية وفي الصحف اليومية وأنتهى دور هذا المنتج الفاشل .

  • الإخراج

أخر أمر يفكر فيه المنتج أو التلفزيون هو المخرج وهذا أمر مخجل جدا وسقطة كبيرة في حق صناعة المسلسلات فالمخرج من وجهة نظري الشخصية هو الكل في الكل لأي عمل تلفزيوني أو سينمائي. فالمخرج هو من يحضر النص ويعرضه على المنتج وهو من يختار فريق العمل سواء كانوا ممثلين أو فنين. ولكن عندنا الأمور تأتي عكسية دائما فالمنتج يختار النص ويختار الممثلين ومن ثم يأتي باي شخص يخرج له العمل شريطه ان يكون على دراية بالتعامل مع الكامير حتى وان كان مصور أفراح .. المهم ان يكون خلف الكاميرا ويصايح على الممثلين .

...............

هذا هي أهم الأسباب التي أدت إلى تفوق المسلسلات الغربية على العربية وليست كل الأسباب فأنا لم أتطرق لوقت عرض المسلسل ولم أذكر كم يستغرق وقت تصوير المسلسل فغالبية الانتاج الدرامي عندنا سلق بيض فخلال ٦٠ يوم يتم تصوير ٣٠ حلقه بمعدل كل يومين حلقة وهذا عكس ما يقوم به الانتاج الغربي الذي يقوم بتصوير ١٥ حلقة في مدة ٩ أشهر. ولم أتطرق كذلك لأهمية مشاركة الجماهير في فكرة العمل وطريقة طرحة وأقرب مثال لدينا ماتقوم به الدراما التركية من إلغاء مسلسلات كاملة من ثالث حلقة أو رابع حلقة لأنها لم تحظى على سمعة جيدة لدى المشاهدين وهي وأقصد هنا هذه المسلسلات الملغاة لو كانت لدينا لكسرت الدنيا من كثر حبكتها الدرامية .

في الأيام القادمة سوف أطرح تدوينات منفصلة وبتفصيل أكثر عن كل هذه الأمور التي ذكرتها .. نص، ممثلين، اخراج، انتاج . وسوف أكتب لاحقا عن دور قنوات اليوتيوب السعودية في تشكيل الدراما الحقيقية .