في الحياة بعيدًا عن شاشة هواتفنا ومواقع التوصل الأجماعي لدينا شخصية مختلفة غالب عن تلك التي نتقمصه في الهاتف او الحاسوب لقد تساءلة كثيرا اي تلك الشخصيات هي أنا الحقيقية بعيد عن الهاتف ان شخص لا يتحدث كثيرا    ولا يرغب بالحديث كثيرا وايضا يصعب الحديث معه طويلا فأنا ذو إجابات قصيرة تؤدي إلى أنتهاء أي محادثة مبكرًا قضية فترة طويلة اتجنب الناس احول عدم تكوني اي صداقات مع أني دائم الجلوس وحيدًا لم اشعر بالوحدة أبدًا حتى في الوقت الذي لم أمتلك فيه الهاتف بعد وسبب في ذالك هو أني كنت ابحر في مخيلتي واتخيل عوالم أخره تجلب السعادة لي ....عندما كنت في المرحلة الثانوية ظن البعض أني مصاب بمرض التوحد وفي  إحدى المرات اقترب مني شخص وسألني لماذا تجلس وحيد أليس لك أصدقاء .....نظرت إليه ولمحة في ملامحه الشفقة ...لكن ذالك لم يجرحني او حتى يخدشني لأني بطبيعة الحال كنت أعلم من نظرات الطلاب الذين يمرون من جانبي أنهم لديهم نفس تلك النظرة في عينيه.......بعد فترة من الصمت أجبته بقولي ليس لأنني لا أملك أحد فقط أن مرتاح كما أنا 

لم تكن تلك الأجابة التي كنت أريد قولها لكن أردت ان انهي الحديث مبكرًا بعد ان تكررت هذه الحادثة شعرت بالأنزعاج وفي كل مرة يمر شخصان من أمامي اسمعهم يتحدثون عني بدأ الأمر يصبح مزعجًا 

كان لدي اصدقاء يدعوني دائم في استراحة الغداء للجلوس معهم لكن كنت افظل الجلوس وحدي لأني أسمعهم يتحدثون في عيوب الناس لم  احتقر ذالك لكن بطبيعتي لا أحب أن أشارك في ذالك .....بعد ان أصبح الجلوس وحدي والتأمل أمر مزعج بسبب بقية الطلاب اصبحت ارافقهم ولكي أكون صادقًا لقد كان ذالك ممتعا اكثر من الجلوس وحدي والتأمل قبل أن اصاحبهم وأتحدث معهم اعتقدة انهم مجرد اطفال يثرثرون ويتبادلون السخرية من بعضهم البعض لكن عندما أقتربة أكثر رأيت أشخاص لديهم أحلام وطموحات افكار واعتقادات   

كان لدي اعتقاد ان التواصل عبر الهاتف والحاسوب مجرد وهم وأن الأشخاص خلف الهاتف مختلفون عن ما يدعون لكن هل التواصل في الواقع مختلف عن التواصل الأفتراضي في أحدى المرات قرر اصحابي أن يتناول الغداء في أحد المطاعم ودعوني لكن لقد رفضة بحجة أني أريد حظور احد الأنشطة في الجامعة لكن ذالك كان كذبا لقد نسيت محفظتي في المنزل ولم أرغب في جعلهم يتكفلون بالدفع عني ولا زال أصحابي إلى الأن يضنون أني فعلة ذالك بسبب النشاط إذًا في ماذا يختلف التواصل الأفتراضي عن الواقعي يمكننا الكذب في كل الأحوال وخداع من هم امامنا 

على الرغم من صحبتي لأصدقائ سنوات لم أتحدث وأتعلم في تلك السنوات كما فعلت في برامج التواصل الأجتماعي تبادلة مشاعر صادقة ربما تكون من طرفي وربما من الطرفين لكن في النهاية أريد أن أُؤمن بمن أتحدث معه عبرها كما أؤمن بمن أتحدث معه في الواقع