Image title
( الثورة تكمن .. هنا )



بقلم المدون المحامي : إيهاب ابراهيم -  


ومشيت ومشيت ... مشيت بطريقي .. طريقي طريقي مكتوب عليّ ..؟؟؟؟

عندما نمعن النظر في هذه الكلمات وعلى مدى بساطتها وإتساق تألفها فلا يسعنا الى أن نلاحظ ما قد تم دسه في أفكارنا وتبريراتنا ..

حتى في لا وعي كتّابنا وشعرائنا تسللت ثقافة الغيب والقدر والجبر ...!!!! حتى في نومنا وأحلامنا وتطلعاتنا المشروعة أو الخبيثة

وصلت حتى الى أغانينا وكتاباتنا وتهكماتنا وسقف أحلام بنات افكارنا ....

الى هذا الحد وصل اليه حالنا المزري ...

هل من المعقول والمقبول التغاضي والتعامي عن كل السياسات الإقتصادية والإجتماعية والتشريعية للدول وحاكميها ومتنفذيها ورجالاتها من الفئات القليلة  والتي تقيم الدنيا ولا تقعدها على رؤوسنا وهاماتنا وحتى أضغاث أحلامنا من دون أدنى شك أو حتى سهم يصوب إليها وهي التي لطالما كانت تُطرب دائماً لسماع هكذا حجج وتبريرات تعفيها من تحمل مسؤولياتها او تضعها في موضع الإتهام والمساءلة ..أو حتى الشبهة ..؟

ان استمرار ثقافة الغيب المتمثلة بالنصيب والمكتوب او القدر المحتوم او المقسوم او حتى المشؤوم وما شابهها من أصطلاحات مشوهة ودخيلة على منطق الانسان ووعيه لهو أكبر دليل على مدى خطأها والاستمرار في حشوها في رؤوس البشر من قبل المؤسسات الدينية وقواديها ومرتزقتها وبتواطىء مع الإعلام السياسي والنخب الحاكمة ...

وحتى في تلك الكتب ( المقدسة ) العتيقة والتي تم حشوها وتفصيل بعض جملها بما يشير الى تلك المصطلحات التي تجعل الانسان في حل من المسؤولية وتبرير الفشل او النجاح دائماً على القدر والسماء وتلك الألهة المنسية المحالة على التقاعد ..

كل ذلك تم تنسيقه وتخطيطه وما يزال العمل على إزكاءه والترويج له من قبل قلة قليلة من البشر والتي تمتهن المتاجرة بمصائر الناس وماضيها وحاضرها ومستقبلها ..؟؟

كل هذا وذاك من أجل الخنوع والسكوت والرضوخ والتسليم للهواء والهراء والفراغ .. بتبرير لطالما أصبح مقيتاً ومملاً وسقيماً آلا وهو أن القادم سيكون أفضل لأن إرادة السماء وحكمتها وعدالتها تفترض ذلك وتقتضيه... ولكن ما هو الضمان أو الموثوقية ... لا شي أبداً فقط سوى كلمات ووعود ... فقط كلمات .. وما أسهل الكلام في زمن وتاريخ لطالما تم صنعه وإختلاقه بواسطة الكلام ..!!

فأي حكمة جنونية مشوهة وقذرة تلك التي تنادي برسم الأقدار وتوزيع الأدوار وإلقاء الفتات على هذا او ذاك من البشر ...!!!

ما هي إلا دعابة سخيفة ومقيتة تم دسها في اللاوعي البشري في غفلة من التاريخ الواعي لأهداف وأغراض الإستعمار والإستبداد والإسترقاق الفكري والعقائدي والجسدي والنفسي والمعنوي بكل أبعاده وكافة أنواع المتاجرة والمقامرة وبكافة الطرق والوسائل المشروعة والغير مشروعة ....القذرة منها والمتعفنة

فالهدف أصبح واضحاً وجلياً .. آلا وهو السيطرة على البشر والحجر والدهر إذا أمكن ..

وبكافة الآليات والطرق والوسائل المتوقعة والغير متوقعة لتحقيق المآرب الدنيئة والقذرة والملتوية عبر إستغلال الإعلام مرئياً كان أم مكتوب ومقروء كان أم غير مسموع والدين بأزلامه ومرتزقته وزبانيته والذي يعتبر المخدر الأول للبشر حتى ليكاد يتفوق على المخدرات في التأثير .. واذا أضفنا الى هذا الثنائي الديني والأعلامي السياسات المتبعة في كافة الحكومات وعبر كافة اشكالها السياسية من دكتاتورية وديموقراطية وأوتوقراطية .. برلمانية او رئاسية .. ملكية قبلية او عشائرية او ما شابه ذلك الكل أوجه متعددة لعملات رديئة وسيئة المفعول لأنها تصب في بوتقة واحدة وتعمل بنفس الهدف والغاية ..

وهي زرع الوهم العام في رؤوس البشر في كل زمان ومكان للوصول الى النتيجة التالية والتي تم تعليبها وتفصيلها وتقنينها والترويج لها على أنها صناعة وبضاعة سماوية وحكمة منقطعة النظير والتأثير  آلا وهي أن المجتمع البشري والإنساني عبر تاريخه القديم والحديث والمتجدد ما هو إلا عبارة عن قسمان أو فئتان فئة قلة قليلة لا يكاد يتجاوز تعدادها الخمسة بالمئة من عدد سكان البشر وهي حاكمة وبرؤية أو أرادة أو حكمة سماوية وإلهية عبثية وغير مفهومة لأبسط علوم المنطق والعقل ...؟؟!!! تتسلط على كل ما هو جميل وشاعري من أحلام وطموحات وتطلعات وأفكار وحقوق ورغبات لتقوم بسحقها ووأدها وتمزيقها وتشتيتها

وبين الفئة الأخرى والتي تشكل الخمس وتسعون بالمئة من باقي سكان الأرض آلا وهي السواد الأعظم من البشر المضللين بأفيون الغيبيات والجبريات والقدر الأحمق الخطى ...

تلك المعادلة المشوهة والمليئة بالكثير من غاز النشادر والأمونيا يجب أن لا تستمر هكذا عبثاً وبدون نهاية ..

تلك المعادلة تم خلقها وتصنيعها في أقذر المختبرات الشيطانية وتحديداً مع أوائل بدايات ظهور وتشكل المؤسسات الدينية بشكلها البدائي  حتى لا يتم التذمر والتململ والوقوف في وجهها والمطالبة بالحقوق المسلوبة لأصحابها الحقيقيين . أي حتى لا تقوم الثورة الحقيقية بحق والتي تهدف الى تغيير الأوضاع البائسة البالية الدنيئة والتي لا تقبلها الحيوانات لبعضها البعض .. فما بالك بالألهة ... والتي تهدد أطماع ونهم وشبق حاكمي الأرض وتجارها من الذين يتنفسون غاز الفحم ممزوجاً بالجشع والطمع والشبق وكافة أشكال اللوثانات الخلقية جسدية كانت أم فكرية .. أم نفسية ووسواسية فتنقلب بذلك الطاولة عليهم وعلى مخططاتهم

هم يريدون لهذه الأغنام والخرفان أن ترعى بكل وداعة وهدوء ومن دون أن تحدث أية جلبة او ضوضاء أو اعتراض وتسعى دائماً للشكر والثناء والمديح والإحساس بالعرفان والإمتنان الأبله والأجوف للظروف والأقدار وصانعي المستقبل والماضي ... وما بينهما من تاريخ بشري طويل

قد آن لهذا المنطق الأعوج من الإنحدار والإندثار... على الجميع أن يعي بأن لا شيء في السماء أو الأرض مكتوب او تم خطه او تخطيطه إن كان على مهل او عجل وما هي إلا كذبة يتيمة عقيمة تحولت الى وهم أصاب عقولنا وأكبادنا .. لطالما عشقت القلوب الميرضة الوهم ... والذي يعدها بما هو ليس آت.. آن لتلك الأوهام وأضغاث الأحلام والهلوسات  أن توأد في باطن الأرض فلتخرج من حياتنا وتاريخنا وأحلامنا أشعارنا ومخططاتنا نجاحاتنا وانكساراتنا وهزائمنا ... حتى يتسنى للإنسان التحرر والإنعتاق والولادة الحقيقية من جديد ليصنع حاضره ومستقبله وقدره بيده بعيداً عن الأبراج والعروش السماوية والفضائية وتناقضاتها وحساباتها الغير مفهومة حتى للأطفال الصغار ....

لتبدأ الان وبحق الثورة الحقيقية في أعماق فكر الإنسان ووعيه ولاوعيه وكافة حساباته وتطلعاته ليعلم ويتيقن بأن من يتلاعب بقدره وحاضره ومستقبله هو موجود بيننا ويتملقنا ويعتاش على دمائنا ويجب وضعه تحت المجهر للمحاسبة والمساءلة ... والإقتصاص منه .. 


          www.facebook.com/ihab.ibrahem.54                                             

                         www.twitter.com/ihab_1975

                 e.mail:[email protected]

         gimail:[email protected]