لِماذا أصبح الجميع جل اهتمامه هو المشاركة في جميع مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي وان يكون عضو مهم وفعال فيها !!! واذا لم يفعل ايعتبر متخلفاً وجاهلا ام مَاذَا؟
لماذا تعددت وتنوعت برامج التواصل الاجتماعي مثل التويتر، والفيس بوك، والانستجرام، والواتساب، والكثير والكثير منها رغم سيطرة سلبياتها ومضارها على ايجابياتها ومنافعها!!!
ألا ترون أنه قد تم تضليل شباب هذه الأمة، واللعب بعواطفهم وعقولهم، وتشتيت انتباههم الى هدفهم الحقيقي لوجودهم في هذه الحياة! ألا وهو عبادة الله وتعمير الارض ..
فالمواقع والبرامج لم تقصر ابدا في تضييع الوقت: كأوقات العبادة والدراسة والعمل؛ مما أدى الى جعل الجميع او على الاغلب يقول ويشتكي بأنه لا يوجد وقت لديهم !!! ويبحثون عن طرق تنظيم واستغلال الوقت وقد انتشرت وتعددت المقالات والكتب والمعلومات في مجال تنظيم الوقت وعدم اهداره فيما لا ينفع واستغلاله احسن الاستغلال !
كذلك المواقع والبرامج هي السبب الرئيسي والمهم في هجران قراءة القران الكريم رغم ادراك الجميع بأهميته، وعظم شأنه بين المسلمين، وضرورة قرائته وتدبره وفهمه وتطبيقه في الحياة اليومية للمسلم في الدنيا لكسب رضا الله سبحانه والفوز بالآخرة..
للأسف صرنا نقرأ القرآن الكريم كثيرا ونداوم عَلَيْه فقط في رمضان! ماذا عن باقي الشهور! ألا نحتاج فعلا لوجود خير نبراس ومعين ومرشد لنا في هذه الحياة!
في هذه الايام انشغلت عقول الأغلبية العظمى بأمور لا أهمية لها! وقد تعلقت القلوب بالعواطف والمشاعر الفياضة واصبح الكل يغني وينشد عن الحب ويبحث عن الحبيب !!!
لست اعني هنا الحب الفطري النقي الطاهر ولكنني قصدت انهم قد تغنوا بالحب المحرم وابتعدوا عن الحب الحلال! الحب النقي الفطري الجميل الذي يجعل للحياة طعم آخر في ظل رضا الرحمن عزوجل ...
لا أنكر أهمية وجود بعض هذه المواقع كإظهار المواهب الجميلة: كالكتابة والتصوير والرسم وغيرها، وانتشارها، والحث على استغلالها والابداع فيها، وتقريب التواصل بين الأرحام والأصدقاء رغم بعد المسافات إلا أنها تفسد المعنى الحقيقي لصلة الأرحام ورؤيتهم ورؤية حاجاتهم ومساندتهم والوقوف بجانبهم في السراء والضراء؛ فقد اكتفى الجميع على الاغلب باتصال او برسالة يعبر فيها ببساطة عن مدى فرحه او حزنه او مدى اشتياقه ويكتفي بذلك الا من رحم ربي ووصل ارحامه، واعانهم ووقف بجانبهم في الرخاء والشدة! فقد اصبح الجميع يدعي بانه مشغول وان هناك امور يستدعي عليه انهاءها ...
هناك فرق فعلا بين الاهم والمهم والعاجل وغير ذلك ولا يتقن فعل ذلك الا من لديه حسن تنظيم وترتيب الاولويات !
لا مانع من تبادل الخبرات والنصائح والمفيد من الوسائط كالصور والصوتيات والفيديوهات ولكن يجب أن تكون هناك حدود معينة للتعامل مع المفيد وغير المفيد منها وأصحابها كذلك! فالمفيد من الجميل التأكد من صحته ثم نشره والاكثار منه لتعم الاستفادة والفائدة على الجميع، فزكاة العلم نشره ولكن يكون بصورته الصحيحة بدون أي أخطاء. ويجب التعامل بحذر كذلك مع غير المفيد وتجنب نشره كاللغو من الكلام، والنكت المسيئة والمخلة للآداب كأن يتم الاستهزاء بشعب ما او قبيلة او دولة، والبدع كذلك والاحاديث المكذوبة.
وكم أتمنى أن يحسن الجميع استغلال هذه المواقع والبرامج ويحسن استخدامها فيما يعود بالنفع عليه أولاً وعلى الجميع كذلك، وأن يكف الجميع ويخفف من إدمانه عليها، ويأخذ مايفيده منها ويحاول قدر الإمكان تجنب السيء والضار منها والحد من آثارها السلبية...
بقلمي عاااشقة الجنان💚🍃