في أحد الأيام، جاء الأب إلى البيت قادماً من عمله، فاستقبله ابنه وقال له:
” أين مسدس الماء الذي قلت أنك ستحضره لي يا أبي؟”
نظر إليه الأب، أغلق الباب من خلفه، وأنزل كتفيه في خيبة وقال:
” لقد نسيته مرة أخرى هل تعلم ذلك؟ “
” أبي.. قلت لي أنك ستحضره لي منذ أسبوع من الآن”
وضع الأب يده على رأس ابنه ملاعباً شعره، ثم اقترب منه وقال:
” هذا صحيح، لا تقلق سوف أشتريه لك قريباً، هل تستطيع أخذ هذه الكيس من يدي وتوصلها إلى والدتك؟ “
أخذ الابن الكيس من يد أبيه، راكضاً إلى أمه منادياً إياها بوصول أبيه من العمل.
” خذي يا أمي هذا الكيس من أبي”
بعدما أخذت الأم الكيس ونظرت إلى ما فيه قالت:
” أممم.. هذا ليس لي يا عزيزي، إنه لك “
” ما هو يا أمي …؟!”
” إنه مسدس الماااء!! “
” حقاً ..!! “
تفاجأ الابن وأخذ يقفز فرحاً، أخذه مسرعاً وقام بتعبأته بالماء، وأخذ يلعب به.
نادته أمه وقالت: ” هل شكرت أباك على هذه الهدية ياولد؟ “
سمع الإبن نداء أمه وكلامها، لكنه كان منهمكاً في اللعب ولم يرد.
” ماذا تقولين يا أمي.. “
” لقد سمعتني أليس كذلك!”
” نعم نعم” ثم ذهب ليلعب مرة أخرى.
جاء الأب مبتسما إلى الأم وقال:
” لا عليك دعيه يلعب، ففرحته بما أعطيته أفضل عندي من ألف كلمة شكر”
” الفرحة بالهدية هو نوع من الشكر لتلك الهدية، وفرحتنا وتقديرنا لنعم الله عز وجل علينا، هي من أفضل أنواع الشكر لتلك النعم.”