سعد الحريري او الشيخ سعد, قتل اباه في ظروف غامضة(14 فبراير 2005)،, بتفجير سيارة بأحد احياء العاصمة بيروت, غضب شعبي كبير عم البلاد, تولى زعامة التيار الازرق, كانت قرارات الخامس من ايار 2008 من قبل تيار الحريري ومن معه صاحبته احداث السابع من ايار من قبل الحزب الله الذي كان مستهدفا من تلك القرارات.      

وفي خضم الاختلاف السياسي كان اتفاق الدوحة (يوم الأربعاء،21مايو، 2008) الذي هدّأ النفوس, وخفف الاحتقان في الشارع وكانت هناك حالة من الامن والاستقرار السياسي وابعاد شبح الحرب الاهلية, ساهم وبفاعلية في تنصيب الرئيس ميشيل سليمان(يوم الأحد الموافق 25 أيار 2008).

ارخت الحرب على سوريا ضمن مسلسل الربيع العربي بظلالها على لبنان, ليس بإمكان لبنان الوقوف على الحياد, فهو الخاصرة الرخوة لسوريا وتمثل سوريا بعده الاقليمي والعربي, ورغم خروج القوات السورية من لبنان الا ان التيار الازرق يعتبر النظام السوري المسؤول الرئيس عن مقتل رفيق الحريري وبالتالي يرى التيار انها فرصة للثأر من قتلة والده, فساند المليشيات الارهابية  المدعومة من تركيا والممولة خليجيا, بينما وقف حزب اله الى جانب النظام, لم يسقط نظام بشار, لكن سوريا تم تدميرها وتشريد شعبها بأجندات خارجية وتمويل عربي, سوريا تتعافى اليوم بعد عشر عجاف, لكن لبنان ظل في دائرة الاستهداف لموقعه الاستراتيجي وتشكيله خطرا وجوديا على الكيان المغتصب لفلسطين, مع وجود اراض لبنانية محتلة من قبل العدو المتمثلة في تلال كفر شوبا  وقرية الغجر بالجنوب اللبناني ما يجعل الوضع على الحدود هش وغير مستقر رغم تواجد قوات اممية.

في خطابه الذي وجهه اليوم (24يناير 2022)الى مناصريه, قال الحريري بانه يعتزل الحياة لسياسية موقتا, كما ان حزبه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة, أي انه وحزبه في اجازة سياسية مفتوحة, ترى ما الذي جعل الحريري يتخذ هذا الموقف الصعب؟ وما هو مصير اعضاء الحزب الفئة الاولى ونعني بهم كبار الساسة من نواب ووزراء؟ هل سيشكلون حزبا سياسيا اخر؟ ام ان كل منهم سيدخل الانتخابات البرلمانية بصفة فردية؟ ام انهم سيشكلون اكثر من تجمع وفقا لما تقتضيه الظروف؟ .

ربما قام التيار الازرق ببعض التسويات لاستقرار الامن وابعاد شبح الحرب,  لكن  بعض اركانه يعتبرونها تنازلات اضرت بالحزب وبالطائفة التي يمثل وتجلى ذلك في الانتخابات البرلمانية الاخيرة وتدني شعبية التيار وعدم حصوله على الأغلبية السنية التي كان يتمتع بها.

أيا يكن الامر, فإننا نعتبر ان عدم رضى آل سعود عن دوره في لبنان هو السبب الرئيس للإحباط والياس الذي يسيطر على الشيخ سعد, قصة احتجازه بعد زيارته الرسمية الى المملكة وتقديم استقالته من رئاسته للوزارة الاولى من السعودية(نوفمبر 2017) وتدخل الرئيس الفرنسي ماكرون للإفراج عنه, وعدم مباركتهم له عن تشكيلته الاخيرة  للحكومة اللبنانية, وعدم تقديم يد العون له.

المؤكد ان قرار الحريري بعدم الترشح للانتخابات البرلمانية واخذ فسحة من الوقت, لتدارس الامور واعادة بناء تياره السياسي, ولكن السؤال ماذا سيكون مصير اولئك المتشددين (الصقور)المنتسبين للتيار الازرق؟ حتما سيندبون حظهم, وان الحريري قد ازاح عنهم ورق التوت, عموما ستثبت لنا الانتخابات المقبلة مدى شعبية كل من يريد الترشح.   

ميلاد عمر المزوغي