في تدوينتي السابقة "واشتريت السلامة" ذكرت أني لن أشغل نفسي مطلقاً في الاصطفاف والتناحر اللي حاصل في البلد اليومين ذي،ولذا قررت الخوض في المعترك الرياضي؛ فالرياضة أكثر أريحيه من سواها بالرغم ما يشوبها من تعصب فضيع ولكن هذا أمر مقدور عليه، والرياضة في جميع أحوالها تظل أفضل وأسهل بكثير من الدخول في دهاليز التيارات الفكرية التي لا أول لها ولا آخر، وبما أني نصراوي الهوى والميول فسوف يكون عقلي برفقه قلبي وأنشغل بالنصر عن غيره، أنشغل بإنجازاته وبمشاكله الفنية والإدارية التي قادت الفريق إلى منحدر ليس بالسهل تخطيه .
لحظة !!
ما الذي يجري ؟
سبق وأن قلت بأنني قررت أن أبتعد عن جميع أنواع الاصطفاف، وها أنا أن أجد نفسي أساق إلى اصطفاف من نوع آخر هذه والله المشكلة !!
لم يكن يخطر في بالي قط .. أن أرى اصطفاف رياضي وفوق هذا، يكون هذا التحزب أصفر اللون .. عجبي !!
الاصطفاف هنا غير .. فالفريقين هنا يشجعون نفس الفريق ويعشقون نفس اللون وهمهم المعلن أن يعود هذا الفارس لسابق عهده وينافس على صدارة الدوري من جديد، ولكن كل هذا التشجيع والعشق مغاير، وكل فريق هنا يشجع بطريقته الخاصة، وكل فريق للأسف يخّون الآخر ويشكك فيه، ويفرض عليه أستاذيه لها عنجهية مقززة !!
فريق يعارض لمجرد المعارضة وغالباً ما تكون هذا المعارضة لها أهداف شخصية بعيدة تمام البعد عن حب النادي والخوف على مكتسباته، وهي دائماً ما توجه سهام نقدها في شخص الرئيس لثارات قديمة بينهما.
وهناك فريق ولا مزيكة حسب الله يجيد التطبيل بشكل جنوني وعلى الفاضي والمليان، وفي الطالعة والنازلة .. ويدعي حب النصر كذباً وأفعاله تقول أنه متيم في حب الرئيس أكثر من النادي، وأنا لا أرى حب الرئيس منقصة، ولكن أن يكون هذ الحب بعد حب النادي الذي أخرج وأبرز الرئيس وجعل له مريدين.
لا أجد في هذا الجو المشحون بالاصطفاف والتحزب إلا القليل من الجماهير الذين يعشقون ناديهم بحق فهم يفسرون ويحللون الأمور بمنطقية أكثر ويضعون النقاط على الحروف ويعرفون ما لهم وما عليهم وماهي واجباتهم كجماهير ومحبي للنادي وماهي حقوقهم على هذا الكيان ، ولكن حتى هؤلاء القله لم يسلموا من التصنيف فكل فريق يصفه بالتبعية للآخر على حسب أهوائهم ومزاجيه معزبهم .
أخيراً .. شكل الدخول في هموم كرة القدم خيار غير موفق، لذا علي الأختيار مجدداً في مواضيع وأبواب جديدة عل وعسى أجد فيها غايتي المنشودة ولم يقربها هذا الاصطفاف الملعون .