عن متعة السرد..


-١-

منذ مدة وأنا أبحث عن رفيقة قرآنية أسرد معها يوميّا ورد مراجعتي من القرآن، ربما لم أجد وربما لم أكن جادة بشكل كامل أو مترددة بحجة فقدان السيطرة على الوقت مع جمانتي (الكائن المتحرك العابث النعبوش) 
قبل أشهر سألت زميلاتي في فصل دار الهدى لكن اعتذروا جميعًا
جربت مع إحدى شقيقاتي- بدون ذكر أسماء- وأعطتني فرصة يومين ثم لما أخلفتُ المواعيد سحبت علي واتجهت لصديقة غيري👊 تأكدت من ذلك لما وجدت أختي مختبئة في صالون ماما وتمسك الجوال وتسمّع ولمن؟ لصديقتي! يا للخيانة! 
ثرثرت عليهما ثم خرجت هاربة.
فكرت أن أنشر إعلان: أحتاج شخص للتسميع اليومي!


   -٢-

ثم منّ الله عليّ بإعلان وصلني وسجلت في الاستمارة ووجدت نفسي بعد أيام مع رفيقة قرآنية مميزة، سيّدة سورية تبلغ ٥٧ سنة ولديها ٩ أحفاد ويومها ممتلىء بالأنشطة القرآنية بدءًا من الخامسة فجرًا وليس لديها مجال لأن أخلف عنها الموعد أو أؤجله خمس دقائق!

هكذا يختار الله لي ما أحتاجه! تكبرني ومسؤولياتها أكثر ولديها وظيفة، ورغم ذلك استطاعت أن تملأ كل ساعات فراغها ببرامج قرآنية عن بعد ولا أستطيع إلا أن ألتزم معها بالموعد اليومي المحدد.







-٣-

عفوا هل قلت أني أكتب لكم لأحكي لكم عن متعة السرد؟ 
لا يستجيب قاموس كلماتي وأنا أحاول نفضه لأكتب لكم عن تلك المتعة 
ذلك الشعور العميق كأن كل صفحة نتلوها غيبًا تتحول إلى ينبوع في أحشاء القلب 
كأني أسمع رقرقة المياه تتراقص في قلبي
كأن الضوء المنسكب من تلاوة رفيقتي يغسل أركان الخلايا في روحي
كأن الدنيا باهتة وجلسة سماع القرآن وتسميعه هي الربيع 






-٤-

تساؤلات في جمجمتي كيف أتلذذ بتفاهات الدنيا وقد جربت لذة السرد؟ كيف كنت أعي الآيات وما سردت السورة كاملة؟ 
نعم أحتاج أن أسرد آل عمران كاملة لأعي ما قالته السورة أحتاج تكرارها حتى ينجلي الضباب أمامي وأرى الآيات بدقة أعلى!










-٥-

يارفاق لا أدري لماذا ننسى أن نروي الروح بمراجعة القرآن؟ 
قراءة القرآن لا تشبه أبدًا حفظه ولا تشبه مراجعته
هو كتاب واحد 
لكن لكل فعل طعمه الخاص جدًا
التلاوة تختلف عن الاستماع يختلفان عن الحفظ يختلفوا عن المراجعة يختلف كل ذلك عن السرد!
لماذا لا نمسك مصحفنا ونجلس أمام شخص ونتلو عليه غيبًا ٥ صفحات ١٠ صفحات ٢٠ صفحة من القرآن متتالية! 
كيف أعجبتنا متع الدنيا وبين يدينا مصحف لا ينتهي شعاع خيره ونوره وبركته وسكيتنه!






-٦-

أكتب لكم وأنا مترددة في هل أشارك هذه المعاني أو أجعلعا سرية لي؟
 وأتوكل على الله في أن يحفظ علي إخلاصي وأن يجعلني صادقة ويثبتني على المداومة كل يوم على الاغتراف من معين كتابه.
 هدفي أن نتواصى بالحق ونتواصى بالصبر كما وجهتنا سورة العصر
أشجعكم على استثمار العمر واستثمار الصحة والعافية
ولو أردتم أن تتحمسوا أكثر افتحوا في يوتيوب رؤيا الإمام حمزة الكوفي يحكيها أ.أيمن سويد 
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك واجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا