نحو الأربعين
عقلي لا يصدق
غدًا ذكرى ميلادي
سأبدأ عامي ال ٣٩ بالهجري وال٣٨ بالميلادي!
متأكدة أن هناك خطأ! خدعة؟
الحاسبة تبالغ؟ أو أن أحدًا حشر سنوات في حياتي لم أعشها؟
هل أقول عيدوا العمر كنت سرحانة؟ أو أقول يارب بارك لي فيما بقي واهدني فيه لكل ما يمكن أن أكونه من صلاح وفلاح؟
محشوة بالأفكار والكلام ولا أستطيع إمساك طرف خيط في هذه الكومة
ممتلئة بالسؤال
كيف أموت فارغة؟ كيف أفرغ كل ما يمكن تفريغه مني؟ كيف أخلد؟
كيف أتفاوض مع مرآتي أن تبقيني أمامها مشرقة نضرة؟
أنظر للخلف خمس سنين، عشر سنين، عشرين سنة!
ماذا صنعت فيّ وماذا صنعت فيها؟
من أنا اليوم ومن كنت قبل؟
كم من الأيام كنتها أنا كما أنا وكم منها غير محسوب في نموي؟
ما أكثر ما أحببت أن أقضي فيه عمرًا أطول؟
أحببت عبادة الشكر أحببت لفظ الحمدلله
أتلفت في يومي وأرجع لأمسي وأراني هباءة تافهة في هذا العالم لكن الله ربي الكريم منحني شلالات من النعم في كل جانب من حياتي
أستحي من صلاتي أستحي من أذكاري حتى هذه الكلمات أستحي وهو يراني أكتب أني أحمده وأنا لم أحمده كما ينبغي!
تخيلوا أنه في كل أيام حياتي أطعمني طعامًا طازجًا وسقاني ماءًا نظيفًا عذبًا وعافاني وأعطاني وأمنني وعلمني ورباني وأنقذني من كل المزالق .. كل ذلك حصل في كل يوم وكل لحظة من حياتي
تخيلوا أنني ما ضاقت بي إلا وساق لي لطفه وكرمه ورحمته
تخيلوا أنني رغم كل هذا لازلت أسرح في صلاتي وأفكر في أثنائها في قائمة مهامي وفي توافه تافهة
ثم أذاقني من كأس الحمد فوجدت له مذاقًا نعيميًا لا يشبهه شيء حتى ندمت على عمر طويل قضيته قليلة الحمد قليلة الشكر.
لذلك لا أجد ما أستطيع أن أتفوه به من زحام أفكاري ومشاعري إلا قوله تعالى { رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين}