أنتمي لعائلة نهارية تتوارث حب الشمس وعشق الصباح لكن جيناتي جاءت مركّزة
ثم أحاطني الله بأشخاص نهاريين انصهرتُ معهم في النهار و نسيت من خلالهم كيف تكون الحياة في كوكب أهل الليل!
زيارتنا لبيت أمي واجتماعنا عندها هو عمل نهاري، فمن الطبيعي أن ننطلق نحو بيتها وندخل في التاسعة صباحًا فنجدها في المطبخ تضع اللمسات الأخيرة على أطباق أعدتها للغداء 
يؤذن الظهر وبعده بقليل توضع سفرة الغداء
تنتهي فقرتنا العائلية قبل المغرب ونعود لبيوتنا بعد يوم طويل في عيوننا وختمنا الوناسة باكرًا في الخميس الونيس.
وحتى حماتي نجتمع عندها في النهار وتنتهي فقراتنا قبل المغرب.
ثم إني نسيت تمامًا كيف نتعايش مع الفئات غير النهارية!
كنت أراسل صديقتي أرتب معها موعدًا نلتقي فيه واتفقنا على الخميس فوجدتها كتبت: بعد المغرب.
قرأت رسالتها واتسعت عيني وكدت أشهق! بعد المغرب؟ 
كيف بعد المغرب؟ متى نجلس ومتى نأكل ومتى نرجع بيوتنا؟ 
حاولت أن أجد معها موعدًا خلال ساعات النهار الكثيرة الممتدة لكن لم تكن ظروفها تسمح إلا بذاك الموعد البعيد (بعد المغرب) تمتمت في قلبي (أمري لله).
كنا في بيت أمي مرة وانتهت الفقرات وصليت المغرب  في بيتها وأستعد للرحيل بقيت أيضًا إحدى شقيقاتي فوجدتها تستعد بملابس فاخرة ومكياج وحركات نظرت لها باستغراب عما تفعل الآن؟ فأخبرتني أنها ذاهبة لأهل زوجها!
سألتها: حيجيبوا طقاقة؟ 
انفرطنا نضحك
 لأننا لا نحسن التعامل مع الليل أو ربما لا أحسن أنا التعامل مع الليل وأظن كل الناس مثلي
أما عزايم الأفراح فهذا قصة أخرى مرعبة أختصر علاقتي بها في أني أفرح كلما سقطت سهوًا أو عمدًا من أي عزومة
لا أدري كيف أختم كلامي؟ لكني أدعوكم جميعًا للتحول للنهار وتسهيل الحياة علي بارك الله فيكم.