#سنن_جرت_في_التوراة_والقرآن

الجزء الثاني:

التفاضل بين الصالحين أقرت به الشريعة سواء بين نبي ونبي آخر أو نبي معصوم وغير نبي غير معصوم كما في النبي موسى والعبد الصالح الخضر-عليهم السلام- وبينه الله تعالى في كتابه الكريم وعن طريق رسوله والشواهد كثيرة منها النبي صمؤيل والملك طالوت

دليل العقل ساقط جزماً في حكم الديات:

5 - المحاسن: أبى عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله-عليه السلام-: رجل قطع أصبع امرأة، فقال: فيها عشرة من الإبل، قلت: قطع اثنتين، قال: فيهما عشرون من الإبل، قلت: قطع ثلاث أصابع قال: فيها ثلاثون من الإبل، قلت: قطع أربعا، قال: فيهن عشرون من الإبل قلت: أيقطع ثلاثا وفيهن ثلاثون من الإبل ويقطع أربعا وفيها عشرون من الإبل؟ قال: نعم إن المرأة إذا بلغت الثلث من دية الرجل سفلت المرأة وارتفع الرجل، إن السنة لا تقاس، ألا ترى أنه تؤمر بقضاء صومها ولا تؤمر بقضاء صلاتها، يا أبان أخذتني بالقياس، وإن السنة إذا قيست محق الدين (2).

(2) المحاسن ص 214.

-النسبة والتناسب

الديات في قطع تعدد اصابع امرأة

قطع أصبع واحد =10 من الابل

قطع أصبعين = 20 من الابل

قطع ثلاثة اصابع = 30 من الابل

قطع اربع اصابع= 20 من الابل؟؟!!

- (سؤال):قلت: أيقطع ثلاثا وفيهن ثلاثون من الإبل ويقطع أربعا وفيها عشرون من الإبل؟؟

- (جواب):قال الإمام-عليه السلام-: نعم إن المرأة إذا بلغت الثلث من دية الرجل سفلت المرأة وارتفع الرجل،...

- تعقيب من الإمام لكشف الحكمة مع نسبة من العلة :

(إن السنة لا تقاس، ألا ترى أنه تؤمر بقضاء صومها ولا تؤمر بقضاء صلاتها، يا أبان أخذتني بالقياس،...)

- الإمام يبين مالذي يحدث بالدين إذا استعملنا دليل العقل بالقياس:

(...، وإن السنة إذا قيست محق الدين ).انتهى

-التفاضل والتكامل(الأفضل والمفضول)

السنن الوجودية والتكوينية:

التفاضل والتفضيل من السنن الوجودية(..إني جاعل في الأرض خليفة..) ومن السنن الكونية فقد جرت في المخلوقات بين الإنسان(أقصد الصالح) والنملة (..لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم..) وكذلك (..ولقد كرمنا بني آدم..) فهو خليفة على الأرض على النملة وعلى باقي المخلوقات (..سخر لكم مافي السموات والأرض..)

(..انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا..) (الإسراء - 21)

وجرت سنن طيبة بين الصالحين سنن تشريعية وتاريخية وأخلاقية :

في الشريعة اليهودية:

بين نبي بني إسرائيل وهو (إمام نبوة) صموئيل وبين (إمامة الملك) المتمثلة بطالوت وسار النبي تحت راية وسلطة(إمامة الملك) فتقديم الأفضل على المفضول لاتجري دائماً بل دليل العقل على تفضيل الأفضل على المفضول ساقطة جزماً كما قالها الأستاذ ... جائز التأخير والتقديم لأجل الاختبار وصدق الإيمان وعندما يفلح وأفلحا كليهما تكاملا في التقوى والاخلاص وتبقى المقامات لإمامة النبوة وإمامة الملك حق ثابت ولاتقدح بهويتهم

في الشريعة الإسلامية:

وأيضاً سارت السنن حذو القذة بالقذة عند الشريعة الخاتمة بعد رحيل النبي-عليه السلام- بين (إمامة النبوة) المتمثلة بعلي و(إمامة الملك)المتمثلة بعمر

وعمل الإمام علي-عليه السلام- تحت راية وسلطة إمامة الملك المتمثلة بالخليفة الفاروق عادلاً الذي وازن وضبط حقوق إمامة النبوة وإمامة الملك منها إعطاء علي ولاية القضاء على المدينة فانتصر الإسلام بالمحبة والأخوة والإيثاروالصحبة

-ولنتابع- ماحقق به الأستاذ من الشواهد القرآنية بخصوص مسألة التفاضل والتفضيل:

6ـ [عُمَرُ وَعَلِيٌّ(ع)....فَضْلٌ وَتَفْضِيلٌ كَالرُّسُل...{فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡض}]:

فِي القُرْآنِ المَجِيد:{قَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكًا...قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ وَزَادَهُ بَسۡطَةً فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِ.....إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُۚ.....فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَر.....وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ.....تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡض؛ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُ، وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٍ، وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ}...{لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّ}[البقرة(246ـ 256)]

أـ دَرَجَاتٌ عُلْيَا مِن الإِيمَانِ وَالتَّقْوَى وَالإِخْلَاصِ وَالفَضْلِ وَالتَّسْدِيدِ يَجِبُ تَوَفُّرُهَا فِي كُلِّ مَن يَتَحَمَّلُ أَمَانَةَ الإِمَامَةِ[إمَامَة المُلْكِ أَو إِمَامَة النُّبُوَّة]، كَــ صَمُوئِيلَ وَطَالُوتَ وَدَاوُودَ وَعُمَرَ وَعَلِيٍّ(عَلَيْهِم السَّلَام).

بـ ـ دَلِيلُ العَقْلِ عَلَى [ضَرُورَة تَقْدِيم وَإِمَامَة الأَفْضَل] سَاقِطٌ جَزْمًا!! فَالعَـقْلُ لَا يَحْكُمُ وَلَا يُدْرِكُ ضَرُورَةَ تَقْدِيمِ وَإِمَامَةِ الأَفْضَل!! وَخَرْطُ القَتَادِ أَقْرَبُ لَهُم مِن إِثْبَاتِ ضَرُورَةِ تَقْدِيمِ الأَفْضَل!!