Image title

تطيب الجروح بدنيا الطموح 

              و في الجسم روحٌ و قلبٌ جموح

  فليس كجَوِّ الفضاء مكان 

                        و لا قمةٌ مثل جَوِّ السفوح  (١)

كم هو جميل بأن نبث الأمل ، و أن نزرع شجرا يحوي العسل ، و أن ندفع شخصا نحوا العمل و أن ينبذ الكسل .

كم هو جميل بأن نتفاءل و أن نتطلع  إلى غد أجمل  ، كم هو جميل بأن نحسن الظن بالله تعالى و أن نوقن بأن كل يحدث لنا  فيه الخيرة .

كم هو جميل أن نبتسم و لو في أحلك ظروفنا  ، و أن نصبر عند وقوع المصائب ، و أن نرضى بما قسمه الله لنا ، وأن نكون قنوعين بأرزاقنا . 

نعم .. كم هي كثيرة هذه المعاني التي تدعو للتفاؤل ، و كم نحن بحاجة في أيامنا هذه إلى التفاؤل .. إلى بسمة تخرجنا من هم و ألم  ، أو كلمة طيبة تنثر من عبقها رائحة الأمل ، ففي زحمة هذه الحياة و دوامتها ثمة تفاصيل صغيرة تصنع الفرق !! نعم .. فثمة أمور لم تكن بالحسبان أوقدت همة و أشعلت شمعة في بحر من الظلمات ، أو كلمات بسيطة كانت سببا في بلوغ المرام لأشخاص لم يذوقوا طعم النجاح و لو لمرة واحدة ! .

إن التفاؤل سنة نبوية تمثلت في عدد من أقوال الحبيب صلى الله عليه وسلم و مواقفه ، فقد كان دائما متفائلا في أقواله و أفعاله ..

كان يبشر أصحابه رضوان الله عليهم بكنوز كسرى و هم في أشد الظروف في غزوة الأحزاب التي نصر الله فيها رسوله صلي الله عليه و سلم و صحابته رضوان الله عليهم . و في الحديث الذي رواه  أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة ، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة) رواه البخاري .

و كان من مواقفه صلى الله عليه و سلم في غار ثور حين قال له أبو بكر الصديق رضي الله عنه  (لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ! فقال : ( ما ظنك يا أبا بكرٍ باثنين الله ثالثهما؟ ) )  رواه البخاري . و قد قال الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم :  {إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } التوبة : ٤٠

فهذه دعوة من قلب محب لكم .. إلى التفاؤل و بث روح الأمل بين الناس و إلى حسن الظن بالله سبحانه و تعالى ، فإن كل ما هو قادمٌ  أجمل بإذنه تعالى  .

نبض الكلمة : 

إذا لاح حلمٌ فحلق إليهِ 

                  فإن النجاح شريك الطموح 

  هي الروح إن كان ثمة حلمٌ

        و من غير حلمٍ ... فهل ثم روح ؟ (٢)



(١) - فهد العتيبي ( تويتر fahd_abu_turki@ ) .

(٢) - د . نجم الحصيني .