بينما أنا أسرح في تلك الأفكار ووجهي يبدو لا حزين ولا سعيد ، استمر بالتجول ذهاباً وأياباً علي أمل أن تمضي العشرون دقيقة الباقية علي وصول القطار للرصيف ، وأنظر حولي الي الناس في المحطة الموظف الذاهب لعمله ، واحد أو أثنين من العائلات ، زوجين مسنين ، وواحد أو أثنين فقط من الطلبة ، نعم فنحن في الأجازه الصيفية لا يوجد هناك جامعة ولا محاضرات هذه الأيام ، فمحطة القطار تعتبر بالمقارنة بأيام الدراسة العادية فارغة ، الأجواء هادئة والهواء لطيف فنحن في أوآخر الشتاء والرياح الخفيفة تهب والجو معتدل بدرجة كبيرة في مصر ، وأنا أحب الشتاءكثيراً ويسعدني جداً قدوم هذا الفصل المفضل من العام فقدوم الشتاء كفيل بجعلي أشعر ولوبالقليل من التحسن .
أحسست بيد صغيرة تربت علي كتفي لتوقظني من خيالاتي ، فأدرت رأسي وإذ بطفل صغير جميل لا يتعدي عمره السبع سنوات وبصوت حاني صغير يقول لي : حلوي ؟ هل تريدين حلوي غزل البنات ؟!
فنظرت له في البداية بنظرة غير مبالية فأنا لدي ما يكفي من الهموم ولا أتحمل حتي أن أتحدث ولا أستمع لأحد : لا شكراً لا أريد .
وبعد أن أبتعد بقليل من الخطوات أحسست بالشفقة علي هذا الصغير وأسرعت بالذهاب اليه : نعم أعطيني واحدة من الحلوي أريد واحدة .
أعطيته النقود وأعطاني الحلوي فقلت له : لا بأس لا أريد الحلوي أنا لا أشتهي الحلوي في الحقيقة لا أشتهي شيئاً من الأساس ، شكراً فلتحتفظ بالحلوي لك .
لكن ما حدث بعدها كان عجيباً جداً جعل من يومي السئ العادي يوماً مميزاً وربما من الأيام المميزة القليلة التي تمر علي الإنسان في حياته ....
يد ترتبت علي كتفي
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين