اليوم عرفتني مروة علي صديقة لها من لبنان اسمها سوز , أول ما وقعت عيني عليها أحسستها نعمة , كانت جميلة وناعمة للغاية , مثل ريش النعام , لكنها كانت الي حد ما تغلق علي نفسها الأبواب , عرفت من أول لحظة أنها إنسانة طيبة للغاية , تشبه مروه كثيرا في الحقيقة , هكذا هم الناس الطيبون عندما يخذلوا كثيرا ولا يجدوا من يفهمهم يفضلوا الاحتفاظ بجزء من أنفسهم بعيدا عن تلوث البشر  , كانت سوزان انسانة نقية بقدر جمالها ورقتها .

كنت سعيدة بتوسيع دائرة معارفي , وقلت في نفسي ربما نصبح أصدقاء جيدين يوما ما . كنا نخرج معا للذهاب للبحر أو لقضاء المشاوير , وفي ليلة تمشينا انا وسوزان سويا , اخرجت لها ما في قلبي , ارتحت كثيرا , فلقد كنت بحاجة الي من يسمعني , كنت أبكي وانا أتحدث , ربتت علي قلبي , كنت أخبرها أنني لست شجاعة أنا جبانة لم أستطع مواجهة من جرحوني , لو كنت شجاعة لكنت استطعت الدفاع عن نفسي .

وكان ما أجابتني به سوزان كاف بشدة لاحتفظ به حتي نهاية عمري , لقد قالت لي انني شجاعة بل وشجاعة للغاية لأنني رفضت وتمردت ولو كنت جبانة لكنت وافقت واستسلمت , أنا قاومت ولذلك أنا قوية جدا أقوي مما اتصور .

كنا نحب الملك شيك كثيرا , قالت لي اننا من الآن أصدقاء الملك شيك ... لقد كانت كلمات سوزان كقطرات الندي في صباح حالك الظلام ... كانت تمطر بكلماتها النقية علي جروح قلبي فيقل أنيني وألمي ,

ليرضي عنها الله , فلقد كانت بحاجة لمن يفهمها فقط , كانت بحاجة لصديق حقيقي واحد , مثلنا جميعا , كنا نبحث عن الرفقة واللين والحب , في عالم مليء بالقسوة .

صرنا أصدقاء أقرب بمرور الأيام , كنت لا أتحرج ابدا من أن أحكي لها عن ما يؤلمني , وذات يوم بينما نتحدث أخبرتها أنني اشتقت كثيرا لمنزلي ولبيتي , اشتقت ليصبح عندي أناس اطلق عليهم لقب عائلة وبيت أقول أنه بيتي , أخبرتني أن أعتبر بيتها في قبرص هو بيتي أستطيع القدوم اليها متي أشاء , فقط علي طرق الباب والدخول , ربما لا تعرف سوزان حتي الآن أن ما قالته ظل بداخل قلبي لآخر لحظة , حينما كنت أتجول بقبرص ليلا , وكنت أفعل هذا دائما تقريبا كل ليلة , كنت أهرب من أحزاني ومشاكلي بالمشي , كنت أحاول التداوي بطريقتي , وحينما أمر بقرب الشارع الذي تسكن به سوز ... دائما كنت أتوقف وأبتسم... كنت أتذكر كلامها أنني استطيع القدوم وطرق الباب وأن هذا الباب هو بيتي ... لقد منحتني بكلماتها بيتا أطلقت عليه  بيتي ... حتي الآن لا تعرف سوز عدد الليالي التي مررت بها من أمام منزلها وأردت كثيرا طرق الباب ولم أفعل ... لكنني كنت أبتسم لبيت فتحت لي فيه صاحبته باب قلبها وأعطتني الإذن الكامل بالدخول