التواجد الأمريكي ودلالات محيرة .
رحيم الخالدي .
معلومة لمن غابت عنه الأحداث السابقة، أن أمريكا أينما تحل يحل الخراب.. وساذج من يعتقد أن التواجد في العراق هو لمصلحة البلد، وتجربة 2014 عندما تغاضت عن داعش واخواتها قبلها, فأسقطت أربع محافظات بيد الإرهاب، ورغم وجود إتفاق يقضي بالحماية، مع معارضة أمريكا تسليح الجيش العراقي، وخاصة منظومات الدفاع الجوي، ليسهل لهم الحركة وعدم تهديدهم..
صوّت مجلس النواب العراقي على إخراج القوات الأمريكية، وفق إتفاق تقوم به الحكومة العراقية ملزمة الجانب الأمريكي بالخروج، وإنهاء التواجد المسلح لتلك القوات، فعمدت لإغتيال شهداء النصر بعملية غادرة, ضمن منطقة محرمة متجاوزة بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية, وقبلها حاولت إغراقنا بتصعيد التظاهرات التي أسقطت الحكومة، وبهذا ترمي سهما واحدا لتنال نتيجتين، منها إستقالة الحكومة وإنهاء عقد بناء ميناء الفاو وطريق الحرير .
الإتفاق مع الصين، كان سيضر دولاً منها الإمارات ومصر والسعودية والأردن، والتي تعتاش على العراق بطرق ملتوية، وما تعطيل المصانع والمعامل وجعلنا دولة ريعية إلاّ من خلال ذلك، والإعتماد على النفط سيهوي بالعملة للهاوية، ناهيك عن حجم الفساد الذي شجّعَهُ الحاكم العسكري "بريمر" بعد إسقاط حكومة البعث وإنهاء دورها، كونها لم تعد مفيدة للجانب الأمريكي، وهي التي كانت في يوم ما تنفذ كل مخططاتها, التي حدث بشكل مسلسل لتكون النتائج محيرة !.
التصريح الأمريكي يتغير بين الحين والآخر وحسب النتائج، فمرة يقولون ستخرج القوات القتالية باتفاق مع الحكومة، وأخرى يأتي التصريح من خارج الحدود بأن الخروج مستحيل حالياً، لان الدواعش لا زالوا مؤثرين ولهم تواجد، ويجب البقاء للقضاء عليهم، وهنا يقفز سؤال؟ لولاكم وطائراتكم التي تنقل الدواعش دائما لمناطق رخوة، كونكم مطلعين على الإنتشار العسكري في الخارطة، وترصدهم يهاجمون بين الحين والآخر في أكثر من مكان، وخصوصاً المحافظات التي لها مساحة واسعة فارغة كذلك الحدودية، وإلاّ كيف يعيش هؤلاء؟ ومن الذي ينقل لهم العتاد والسلاح والغذاء، مالم تكن لكم يد فيها! .
الذريعة الجديدة للبقاء هي التدريب والمساندة والخبراء، وكل الذين يعنيهم الشأن يقولون لسنا بحاجة للدعم الأمريكي، كما لا ننسى أنهم في حالة الخروج, سينكشف التواجد في الأراضي السورية، التي يملكون قاعدة عسكرية فيها، وطريق الدخول والخروج منها عن طريق العراق، وهذا يطرح تساؤلا جديداً، فما سبب التواجد في الأراضي السورية, مالم تكن هنالك مطامع وأهداف غير معلنة، بالوقت الذي كان الهدف من الغزو هو إسقاط نظام صدام، وإنهاء ملف الأسلحة التي تهدد اسرائيل! .
من حقنا أن نقاوم وجود القواعد الأمريكية على أرضنا, وهي إرادة غالبية الشعب وليس على مزاج الحكومة، التي تعمل على عكس طموح المواطن. الذي مل الحروب والمفخخات والتفجيرات، التي لاحقته في الأسواق والبيوت والأزقة، ولم تترك شبراً الا وفيه بصمة للإرهاب، الذي تحركه أمريكا كيفما شاءت واتفق مع مصالحها، التي تبيع كل شيء لبقاء الأموال متدفقة كذلك المصالح .
بالإمكان القول أن إسرائيل هي من تدير الدفّة، من خلال ما شاهدناه في السنوات الماضية، وما قصف الوية الحشد الشعبي لأكثر من مرة في أكثر مكان الا دليلٌ دامغ، والا ما سبب دخول الطائرات الإسرائيلية وقصف تلك الأهداف مع الصمت الأمريكي، وراداراتها متوزعة في المنطقة وطائرات الأواكس التي ترصد كل شاردة وواردة، وصلت بهم التنصت على الهواتف الشخصية! لهذا أصبح خروج المحتل حاجة ملحّة، لنلتفت لبناء العراق وإنهاء دور العملاء، وهذا يحتاج لرجل شجاع يملك إرادة وقرار..
فهل حان وقت إختيار هكذا رجل, أم سيبقون في دوامة الحيرة التي تلفهم كما كل مرة!