نعيش حياتنا بأكملها وتمر بالمنعطفات المستمرة للحياة , تأخذنا خطواتنا إلى حيث مقدر لنا الذهاب , نقابل العديد من الناس في رحلة الحياة , ولأننا بشر لا نعرف ما نفعله نصنف الناس بعقول أطفال صغار ما زالوا يعيشون بداخلنا , فهناك الطيب والشرير , لا نعلم أنواع أخري , أو بالأصح لم يعلمنا أحدهم شيء آخر , دائما ما كانت شخصيات قصصنا وحكايات الطفولة هكذا الأشرار والأخيار في صراع , في عالم دائما ما يفوز به الخير والحق ويعيش الطيبين في سعادة إلى الأبد .

لكن الحقيقة شيء مختلف تمام الإختلاف , الحكايات لم تعلمنا الحياة , بل جعلت منا بشكل او آخر نتخبط نصطدم بواقع اختبرنا كثيرا . 

لم يكن ولن يكن الناس صنفين , بل بداخل كل منا جانبين هناك تجد الجانب المظلم والمشرق , الكل سواء يحمل الجيد والسيء , لسنا ملائكة ولا شياطين  , بل بشر مخطئين , أنت وكل من تقابله يعيش كلا النصفين , يتصارعان فيهزم أحدهما الآخر , وهذا هو إختبار الحياة الحقيقي . 

كيف تقاوم وتختار الجانب الذي تدعمه وتأخذ اتجاه , كل يوم جديد يحمل آلاف الاختيارات أمامك , حتى علاقاتنا نختار فيها , تختار من تقبل بظلامه ونوره معا , هناك من يغلب ظلامه نوره , لكننا مع ذلك نختاره , نحبه و بحسناته وسيئاته …فقط نختاره . 

ليس من السهل أن نختار , لكن لكل منا جزء يُحب لأجله . 

أنا أعرف حقيقة القصص الآن , أعرف حقيقتي , الحياة ليست أبيض وأسود , بل هناك بشر بكل الألوان , وليس كل لون يناسبنا حتى وإن أحببناه , فلو تم اختيارك من قبل أحدهم , عليك أن تعرف جيداً أنك كنت كافي لدرجة جعلته يتخلى عن كل الألوان الأخري لأجلك .