جميعنا بلا إستثناء جرحنا لأسباب مختلفة , وغالبا نكون نحن من جرح آخرون أيضا , فلسنا ملائكة , نحن أيضا تركنا غصة في قلوب البعض وذهبنا , حتى لو لم يقصد , لكن بالتأكيد فعلنا .
جروحنا تلتئم ونحن نتعافي مهما كبر أو طال الألم , يمر , فهذا هو قانون الحياة , تمضي بالرغم من كل شيء .
لكن بقدر ما يلتئم جرحك وتشفي , تترك الندوب علاماتها التي تخبرك دوما وبشكل واضح أن الجراح مازالت هنا , الندوب لا تؤلم …لكن الذكريات تفعل .
ومن تركوا أيادينا في منتصف الطرقات لا يمروا ببالنا ولا نهتم أين هما الآن حتى , لأننا ببساطة تخطينا , فالماضي خلفنا , في الحقيقة ندرك أن ما نحزن لأجله حقا هو ما أعطيناه , كل الحب , العطف , الاهتمام , التضحيات , والوقت هو كل ما يحزننا .
نرى كم كنا حمقى حينما فرطنا في حق أنفسنا وأعطينا حتي ما لم نكن نملكه , وكل ما تبقى لدينا هو تلك الندوب الغائرة , كجراح معركة , لا يهم من فاز فيها بقدر ما يهم أنك دخلتها وشهدت عيناك ويلاتها .
نرى كم كنا نستحق أن نعامل أنفسنا بشكل أفضل , وكيف أن من أخطأ في حقنا لم يكن سوي نحن , فعندما لا تعتبر نفسك أولوية وتضع سعادتك وسلامك النفسي فوق كل شيء وأي شخص , فلا تنتظر من أحدهم أن يفعل ذلك من أجلك .
نحن لا نحزن من أجل الذاهبين , ولا نذكرهم , فحياتنا ممتلئة بما يكفي , فقط نلقي اللوم على قلوبنا البلهاء البريئة الساذجة .
لكن لن ننسي فضلكم أيضا , فأنتم علمتونا بعض الدروس التي لم تتحدث عنها الكتب ولا ندرسها في المدرسة , انتم علمتونا الحياة .
أنا تعلمت …من بعد الآن لن أبحث عن شيء , لا مزيد من الركض وراء الأشخاص , أنا في مكاني مشغولة بنفسي , علي من يريدني أن يبحث عني , علي الجميع أن يعي أنني وضعت نفسي أولوية , وسعادتي هي هدفي , إذا كان هذا يناسب من حولي فمرحبا , فأنا قررت أن اختارني , أنا قبل كل شيء