طرق هذا السؤال بابي كثيراً واليوم فكرت في إجابته , لا مزيد من الهروب بعد الآن ...نعم نحتاج للحب , لكن هل حقاً الشعور بالاحتياج الشديد للحب والرفقة هو شعور حقيقي  ؟ ! تنبع من داخلنا , من احتياج صادق .

أم أن ضغط المجتمع والناس من جعلونا نشعر بالاستماتة الشديدة لإيجاده , المجتمع ...خير من دمر أجمل ما فينا , والناس كان لهم الفضل في بعثرة دواخلنا , صرنا لا نعرف حقاً من نحب وماذا نريد , الحقيقة أصبحت ضباب , الطرقات متاهة , ونحن حدث ولا حرج تعساء وتائهون .

نقضي حياتنا بأكملها نركض وراء وظيفة , مقعد في مدرسة , مكان في الأتوبيس , حتي نحقق ما أقنعنا المجتمع به , ونتبنى أفكاراً زرعت بداخلنا منذ أن رأت أعيننا نور الحياة ,  فهوية الإنسان تتشكل من البيئة التي تحيط به , ما بالك ببيئة وعالم خال من الحب , الرحمة , والإنسانية .

لم أبحث يوماً عن رفيق أو حبيب , لربما لأنني آمنت بأن الحياة رحلة ولابد لي من أن ألتقي بهم في الوقت المقدر لذلك .

لكن الأيام تمر , وأبقي وحيدة , فكل الأكتاف التي من المفترض أن تحتويني لا تراني علي الإطلاق , ولا أشكو مطلقاً من ذلك , اتمني أن لا يكون للآخرين أي مشكلة مع وحدتي وفقط , وحيدة مثل شمس الشتاء , متعبة ولا أستطيع الإشراق .

فقط أحزن علي سنوات عمري المتساقطة , كشجرة في خريف شتاء قارس البرودة تقف وحيدة وتعصف بها الحياة , تشيخ روحك من غياب نصفك الضائع , وتقف متفرجاً .