في أحد الليالي نمت بِهَم ، وقد ضاقت بي الدنيا بما رحبت!

أخذتُ اتقلب من الهم الذي أحرق لي قلبي،

وبعد أذان الفجر استعذت بالله من الشيطان الرجيم وقمت استعد للصلاة، وفي أثناء ذلك كان إمام المسجد القريب يقرأ من سورة الصافات وبصوتٍ شجي 

( فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين .لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )

والله ما كان مني إلا أن نطقت_وقد أنطقني اللهبلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين!

شعرت براحة وطمأنينة تسري في روحي،

وأحسست معها بقرب الله ولطفه وهو الغني.

لم يكن هذا الموقف الأول الذي يشعرني بقرب الله.


ومثل هذه المواقف مايتكرر كثيرًا بحياة أيٍّ مِنّا، والتي تشعرك بلطف الله الذي يُذكِّرَ من نسي، وينبه من غفل، وتجعلك موقن تمام الإيقان بقرب الله ومعيته!

القرب الذي يكفيك عن أي قرب، والمواساة التي تنقلك من ضيق إلى راحة وراحة عظيمة، ومن حزنٍ إلى فرح، فشعورك بأن الله معك قريب يُنسيك كل هم ويمْسَحُ على قلبك.

وبهذا _واللهنكتفي تمام الاكتفاء عن أي قرب وأي حب وأي مواساة، وتُحلِّق الروح في نعيم الدنيا.


فاللهم قربك ولطفك ومعيَّتك في الدنيا والآخر.