D
Dawlat Al hennawy

نحن لا نختار القصة ..القصة تختارنا (مسوقة الكترونية - مديرة مواقع التواصل الاجتماعي Digital marketer / social media manager)

مدة القراءة: دقيقتين

رحلة البحث عن وطن

ما هو الوطن ؟ هل هو قطعة الأرض التي نعيش عليها , حدود مرسومة علي الخريطة , جدران وأبنية , عائلة ؟

ربما الوطن ليس أياً من هذا ... الوطن هو الحب , أينما كان , ومع من يكن .

فالغربة ليست فقط كونك خارج حدود بلادك , فقد تكون لاجئ ومع ذلك لا تشعر بالاغتراب , لو بحثت عن من يشعروا أنفسهم في وطنهم لن تجد الا القليل,  القليل جدا .

هناك من يعيشون في بيوتهم , بلادهم , وحتي في غرفهم وتأكل الغربة أعمارهم وحياتهم يوماً بعد يوم , كيف أكون في وطني وأنا أشعر بالخوف , الخوف المستمر من اللاشيء , العيون التي تخبرني كم أنا غير مرغوبة بدون حتي أن تنبس ببنس شفة , الأفعال التي تشعرك بأنك ضيف ثقيل وعليك الذهاب , فإقامتك قد باتت مكروهة .

أحياناً أتعجب , كيف أن الحب شيء مخادع للغاية , فهو يجعلنا نبقي ونتحمل بالرغم من أن حتي أحذيتنا ترغب في الرحيل , أعيش في مكان وجميع جوارحي تعرف حد اليقين بأنني علي الرحيل يوماً ما , فبقائي مهدد .

لذا ابقي حقيبتي جاهزة , وجواز سفري في متناول يدي , فالذهاب قدر , كيف أهرب منه ؟ !

كيف تمنحنا بطاقة هوية أو اسم عائلة حق انتزعوه منا , كيف للحياة أن تسلب أجمل ما فينا , نختبئ بداخل الأماكن المظلمة , ونبحث عن قليل من الأمان , في جدران أبت أن تخلق لنا منزل , كلنا جرحي , كل علي شاكلته , والنهاية واحدة ,

لقد اكتشفت أن حتي المدرسة خدعتنا , فقد تعلمنا أن فاقد الشيء لا يعطيه , وقضيت عمري بأكمله أصدق تلك الكلمات , فالمدرسة لا تكذب , لكنني اليوم فقط , بعد عمر طويل , وجدتني أعطي بل وأعطي الكثير مما لم أحصل عليه أبدا , ففاقد الشيء يعرف مرارة الفقد , والمغترب يحفظ الوطن في قلبه , والحب لم يمنحنا أياه أحدهم لكننا منذ أن أبصرت أعيننا نور الحياة نعطيه , نعطي الكثير بلا مقابل , ربما لا نجد ما نبحث عنه أبدا

 حتي حقوقي تصالحت معها , فصرت أدرب نفسي علي الأشياء التي لن أحصل عليها أبداً , لطالما تمنيت أن أكون شجاعة , كما لم يكن أحد من قبل , أظنني كذلك , فالشجاعة أنواع , والقدر ليس عادلاً , فالحياة تمضي , حتي لو مزقت نفسك , لن تحصل علي أكثر مما كتب لك , لذا لا مفر من القبول , الرضا بما لديك , والقناعة أن هناك أشياء مهما حاربنا من أجلها لن نحصل عليها يوماً , معركة كل ما فيها يشير الي الخسارة , لكنني وبالرغم من كل شيء أؤمن بداخل قلبي أن هناك طرقات لن ترفض خطوتي , هناك أماكن تحمل كلمات لطيفة , أناس مازالت الحياة لم تبخل بهم علينا , أؤمن بالإنسانية والرحمة , فقلبي يمتلئ بهم , ولابد له من صدي في مكان ما ......   

D

Dawlat Al hennawy

نحن لا نختار القصة ..القصة تختارنا (مسوقة الكترونية - مديرة مواقع التواصل الاجتماعي Digital marketer / social media manager)

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات