الامم المتحدة لم تعمل يوما لصالح الليبيين, تقول بانها لا تتدخل ولكنها تحاول المؤامة بين اطراف الصراع, في الحقيقة انها تعمل لصالح التنظيم العالمي للإخوان, حوارات الصخيرات أعادت المؤتمر الوطني المنتهي الصلاحية بفعل انتخابات 2014 والتي منيوا فيها بخسارة فادحة, أعادت من لم يعترفوا بنتاج الانتخابات واحدثت لهم كيانا سياسيا استشاريا(المجلس الاعلى للدولة) فقط, سرعان ما تحول الى برلمان مواز, واربك المشهد السياسي.
لو ان الامم المتحدة جادة في حل الازمة الليبية لتدخلت بكل قوتها عقب احداث 2014 التي قام بها الاخوان المسلحين اعتراضا على نتائج الانتخابات, السلاح يتدفق وبشكل مستمر على ليبيا رغم قرار الحظر ولم تتحرك الامم المتحدة, والاكتفاء بالبيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع
الفساد ينخر جسد الدولة وباعتراف احد مبعوثي الامم المتحدة الى ليبيا (سلامة),عند كل مطلع شمس يولد مليونيرا جديدا, والنتيجة شح السيولة وارتفاع اسعار السلع الضرورية وانعدام الخدمات وبالأخص قطاع الصحة, اصبح ما لا يقل عن نصف سكان البلد يعيشون تحت خط الفقر في بلد ينعم بالخيرات.
ستيفاني هي من اختارت جل اعضاء لجنة الحوار (75) وهذا اللجنة هي من اتت بالمجلس الرئاسي الحالي وحكومته(حديث عن رشاوى وللأسف لم يتم التحقيق) لأجل تهيئة الظروف لإقامة الانتخابات, هذا المكون السياسي وخلال تسعة اشهر, اثبت فشله في كافة المجالات واهدار للمال العام وتعيينات بالسلك الدبلوماسي لأشخاص لا يتبعون وزارة الخارجية.
لماذا لم يعلن رسميا عن القائمة النهائية لمترشحي الرئاسة؟ ولماذا لم تجرى الانتخابات في موعدها؟ المؤكد ان التدخلات الخارجية هي السبب حفاظا على مصالحهم, ترى كم من الوقت يلزم للظروف ان تهيأ ؟ نجزم ان ستيفاني لا تريد قول الحقيقة وتضحك على ذقون الليبيين الذين باتوا يدركون ان حجم المؤامرة الدولية على البلد اكبر مما كانوا يتصورون, الامم المتحدة متورطة حتى النخاع في الازمة الليبية.
الحديث عن وجود مرشحين جدليين للرئاسة (هناك اعضاء جدليون بلجنة الحوار اتت بهم ستيفاني, بعضهم ليس لديه تمثيل شعبي واخرون راديكاليون متشددون) يجب الا يكون سببا لإلغاء الانتخابات او تأجيلها, فالصندوق كفيل بانتخاب الاكثر شعبية, ان جرت بشفافية ومراقبة دولية.
المخزي ان بعض ساستنا يستنكرون تصريحات سفيرة صاحبة الجلالة المؤيدة لاستمرار الحكومة الحالية, ويتغاضى هؤلاء عن ان ليبيا تحت الفصل السابع بسببهم, لاستغاثتهم بالمجتمع الدولي..بمعنى ليبيا تحت الوصاية الاممية منذ سقوط النظام.
ليس المطلوب ان يظل الفاسد فاسدا الى ما لا نهاية, بل الاخذ بيده متى اظهر رغبة حقيقية في تغيير نهجه نحو الافضل لبناء الدولة والخروج من عنق الزجاجة باقل الخسائر, ومن ثم رفع البند السابع عن الدولة في ذكرى اعلان استقلالها... انخراط بعض الساسة في (مشروع) لم شمل الوطن واعادة اللحمة بين افراد شعبه, نتمنى ان تكون صحوة ضمير, واعترافا صريحا بالجرائم التي ارتكبوها في حق الوطن والمواطن وليست لأجل مصالح شخصية.
بصفتها الحاكم الفعلي لليبيا, نتمنى على ستيفاني ان تحدد موعدا(على ان يكون قريب جدا) لإجراء الانتخابات الرئاسية, وكذلك البدء في التحقيقات الخاصة بالرشاوى التي قدمت للجنة الحوار(75) التي قامت بتشكيلها والتي افرزت السلطة التنفيذية الفاشلة.
ميلاد عمر المزوغي