كانت تلك المقولة بكل صدقها تنطبق عليها , بالرغم من كل شيء , اختلافنا الشديد في الآراء , عنادنا الدائم وإصرار كل منا على رأيه , تنافسنا الشريف , اختلافاتنا الكثيرة في كل شيء , وخانقاتنا المستمرة , كانت أكثر من تنجح في إغضابي , لا أعتقد أن أحدهم فعل ذلك كما كانت تفعل .
لكنها بالرغم من كل شيء كانت تحبني , كنت أعرف ذلك من كل قلبي , بالرغم من قسوتها علي أحيانا , حكمها القاسي , لكنها كانت دوما الى جواري , لم تتركني أبدا في حاجة , لم أحتج يوما إلى طرق بابها طلبا للمساعدة ,بينما كنت أضل طريقي وأتعثر كانت تشعر بي بشكل ما , كانت تأتي في أشد أوقات احتياجا , كانت نور إيماني الذي لم ينضب , كانت تعطي بإسهاب , تعطي كل شيء بدون مقابل , وأكثر ما أعطتني إياه كان يدها , لقد كانت يدها تمسح على جروحي , أين يدك الآن يا خولة ؟! , كانت لتفعل أي شيء لتجعلني أشعر بأنني أفضل , كوني سعيدة كان يفرحها ,لم تكن تعرف أنني لم أكن أرى ضوء الشمس في تلك الفترة , وان أنوار العالم لم تكن تعنيني , فلقد كان الليل يمليء عيني , مع هذا كنت أفرح كثيرا بدوري حينما أشاهدها وهي تبذل كل جهدها حتى تراني ابتسم , لا اعرف كيف كانت أيامي لتكون بدونها , أحيانا أجلس وأفكر , ليحدث ما يحدث في الحياة , لكن سيبقى في داخلي شيء منها إلى الأبد , ليرضى عنها الله ,فقد كنت أتخبط في الظلام على غير هدى , وكانت كل إجابة أسئلتي عندها , فخولة لم تكن شخصا عاديا , لقد كانت تعاند الدنيا , الظروف , الحياة , وكانت متسامحة بشكل , كانت تلين له أقسي جبال العالم , لكنها اصطدمت بي مع الأسف , فقد كنت مكتفية من كل شيء , حتى أنني لم أكن أملك سوى القليل , القليل جدا من الحب لأعطيه , وكنت دوما ما ألوم نفسي , لأنني لا أستطيع أن أرد أي شيء مما تفعله لأجلي , لكنني دوما ما كنت أدعو من أجلها , كنت أدعو لها حينما كانت تطرق بابي , كنت أدعو وكلي إيمان بأنها تستحق الأكثر , لقد رأيتها بقلبي لا بعيوني , ربما لم أقل لها هذا يوما , لكن القسوة غيرتني , لقد قست علي الحياة لدرجة كنت أقسي علي الناس بدون حتى أن أعي ذلك , ما قل ما كنت احتاجه هو الحب , لم أحكي يوما قصتي كاملة ولن افعل , ففي قلبي غصة ودموع لم يراها أحد , وفي الروح ندوب أحاول التحايل عليها وإخفاؤها , لكن ربما أستطيع طلب المسامحة , فهل تقبليها يا خولة ؟ ربما الكلمات هي آخر ما تبقى لي , إذا حاولنا تلخيص الحياة , فهي رفيق جيد وقلب محب , وكانت هي الإثنين