دعنى أرسم لك صورة حية وجيزة لوضعي الحالي وأنا أسرد تلك التفاصيل الدقيقة ،،

أجلس على سريري مستندًا بمؤخرة رأسي على الحائط ، على جانبي كتب دراسية جديدة العهد لدي قد هُتكت سرعةً في سباق الجامعة .. لكن لا بأس فما أنا مقدم عليه أولى من ذلك العبث الجامعي الرتيب ،،

يحيط بأركان غرفتي الضيقة صوت عذب لأحد بلابل إذاعة القرآن الكريم ،، وفوقي مباشرة في سريره يخلد إلى النوم صديقي العزيز .. أخشى إن أيقظته الآن بصوت ’’ تكتكة ’’ أزرار حاسوبي أن يقتلني غضبًا .. فهو لن يحتمل تكرار نفس الشيء يوميًا ويمرره مرور الكرام ،،

 تذكر جيدًا : قد أتلاعب بالأمور قليلا لكن يستحيل أن أكذب أو أدلس الحقائق ،،

الآن نبدأ .. 

الموقف الأول ،،

قد أصدق كل شيء في ذلك العالم إلا أن تكذب خالتي .. يمكن أن أصدق بوصول مصر كأس العالم في روسيا ولا أصدق ابتكار خالتي لتلك الحادثة ! .. حسنًا دعني لا أملي عليك تصوري الشخصي وسأترك الحكم لك في النهاية ..

تعمل خالتي كرئيسة  لمجال التحقيقات والشئون القانونية في مشفى المدينة ،، نعود بالذاكرة إلى الوراء ما يناهز الثلاثين عامًا ..

________

’’ افتحي الباب أنا عارفة إنك جوا !! افتحي الباب وإلا هكسره ! ’’ 

_____________

الساعة الآن : الثالثة صباحًا .. يبدو أن المشفى خالية تمامًا إلا من ممرضة وطبيبة النوبتجية .. 

كانت المشفى تطل على النيل مباشرة محاطة بركام وأنقاض وأشجار كثيفة .. بالطبع هكذا كانت مصر منذ ثلاثين سنة من الجفاف التكنولوجي .. 

يمكنك تخيل الموقف بسهولة .. على أضواء المصابيح المرتعشة في المشفى .. وبصيص الضوء المنبعث من عمود إنارة متهالك ..