انضمت تركيا الى الحلف المعادي متأخرة بعد ان تيقنت ان النظام ايل للسقوط لامحالة, لقد كانت لها عديد الشركات تعمل في ليبيا وفازت ببعض المشاريع الانمائية ضمن مشروع ليبيا الغد, وبالتالي اظهرت نفسها للسلطات الجديدة بانها صديقة للشعب الليبي وفي الحقيقة للمحافظة مصالحها, ساهمت في نقل الشباب العاطل عن العمل المغرر به الى سوريا منهم من رجع في توابيت واخرون امتهنوا حرف الاجرام والسلب والنهب وتدمير البيوت ولا تزال مقولة (عادي انخش لداري)في اذهان الليبيين.
الذي نعرفه ان السلطة التنفيذية هي من تقوم بالزيارات الخارجية لأجل ابرام العقود المختلفة والتي من شانها المساهمة في المشاريع الانتاجية والخدمية, اما مجلس النواب فدوره محصور بالتصديق او الرفض, زيارات النواب الخارجية عادة ما تكون بروتوكولية شرفية لحضور مؤتمرات او منتديات تضامنية.
تركيا دعمت وبشكل سافر والقت بكل ثقلها في النزاع الداخلي الى جانب تنظيم الاخوان المسلمين الذي انقلب على نتائج الانتخابات البرلمانية العام 2014 ,وقامت وعلى الملا بإرسال مختلف انواع الاسلحة والعتاد والمرتزقة الى شرق البلاد (جرافات الموت)حيث عمدت العصابات الاجرامية الى التنكيل بأبناء القوات المسلحة والقوى الامنية والنشطاء السياسيين.
في حرب تحرير طرابلس عقدت تركيا اتفاقيات عسكرية مع حكومة الوفاق التي ليس من مهامها عقد الاتفاقيات العسكرية والعقود طويلة الاجل ورغم ذلك فان تلك الاتفاقيات لم تحظى بمصادقة البرلمان وعلى ذاك الاساس تعد لاغية, أرسلت تركيا عديد الاسلحة والمرتزقة والسوريون الى غرب البلاد في تحد سافر للقرارات الدولية بشان حظر بيع الاسلحة الى ليبيا.
دعا مجلس النواب الى قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع تركيا وتجريم التعامل معها ,بسبب اعمالها الاجرامية, وقال النواب بانهم واردوغان يقعان في خطان متوازيان لن يلتقيان ونجدهم اليوم يشدون الرحال الى تركيا وبالأحضان في إستنبول, هل تغير موقف اردوغان من المسالة الليبية؟ ابدا..مسالة خروج قواته ومرتزقته امر اصبح في عهدة الامم المتحدة والمجتمع الدولي وتوكل المهمة الى وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية للتنسيق بالخصوص.
لقد انتخبنا مجلس النواب لكي يحل مشاكلنا ويضمد جرحنا, فاذا بالنواب يكشرون عن انيابهم فيمزقون بها اجسادنا المتهالكة الخاوية, بسبب سوء الاحوال الاقتصادية وارتفاع الاسعار لمختلف انواع السلع اما الخدمات فهي معدومة.
الخزي والعار لهؤلاء النواب الذي باعوا الوطن ودماء ابنائنا الذين سقطوا بفعل التدخل التركي, والذي ادى تدخله الى بقاء الزمرة الفاسدة في الحكم, واستمرار معاناة الشعب الليبي.
تركيا تمر بأزمة اقتصادية خانقة بسبب سياسات اردوغان, حيث تهاوت عملتها الى مستويات دنيا رغم مليارات الدولارات التي تلقتها من حكومة الوفاق بفعل الاتفاقيات المشبوهة وبعض المنح الاخرى, ترى هل يعمد نوابنا الى مد يد العون اردوغان بدعوة شركاته الى استكمال مشاريعها المتوقفة منذ عشر سنوات؟ كل شيء جائز!.
لقد انكشف امر هؤلاء النواب الذين كنا نعدهم وطنيون, واتضح ان مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار, الطريق الى نيل الاستقلال الحقيقي طويلة ومعبدة بالدماء, فلا غرابة في سقوط الادران العالقة بالجسم ليتعافى.
الانتخابات البرلمانية ستجرى وان تأخرت بعض الوقت وان لا مكان لهؤلاء وامثالهم بالبرلمان القادم, بل ستسن القوانين التي ستجلب هؤلاء الخونة الى العدالة..
ميلاد عمر المزوغي