أجمل ما أبدأ به هذا الفصل هي مروة , رفيقة روحي , كان لقاءنا صدفة بحتة التقينا في أول يوم لي هنا في البلدة , كنت أحمل غربتي وخوفي,  وأسأل عن مكتب التسجيل في الجامعة لأسلم أوراقي .


لمحتها من بعيد قادمة , لن انسي هذا اللقاء ما حييت أبدا, كانت ترتدي كنزة باللون الأزرق الفاتح لون السماء وبنطال رصاصي اللون وعلي رأسها شال باللون الزهري , حينما لمحت الحجاب علي رأسها , قلت بالتأكيد أنها مصرية , كنت سعيدة للغاية تقدمت نحوها وسالتها : هل أنت مصرية , أجابتني بلكنة عربية غريبة : لا لست مصرية أنا فلسطينية كيف أستطيع مساعدتك ؟ هل أنت جديدة هنا ؟ , أجبتها : أنا مصرية وأبحث عن مكتب تسجيل الطلاب الجدد لتسليم اوراقي ولكنني تائهة لا أعرف الطريق , فأخبرتني كيف أذهب وقالت لي أنها هنا إذا احتجت شيء آخر , فشكرتها وذهبت في طريقي ولم أكن أدري أبداً أننا سنلتقي مرة أخري ,

ذهبت الي مكتب تسجيل الطلاب الجدد وسلمت اوراقي , كنت متعبة للغاية فذهبت لأحضر حقائبي , فقد تركتها أمانة عند شاب لبناني يعمل في الجامعة عندما توجهت هناك في الصباح , فلم يكن لدي حل آخر لأفعله , رجعت هناك وأخذت حقائبي وسالتهم أين أستطيع المبيت الليلة , أخبروني أن هناك سكن للطلبة , علي ان أختار واحد منهم كل علي حسب النقود التي سأدفعها , لكن في الوقت الحالي أستطيع البقاء في واحد من سكن الطلبة لأسبوع او ما شابه حتي أرتب أموري , حملت حقائبي وذهبت في الطريق الذي وصفوه لي , كانت حقائبي ثقيلة للغاية , وأنا في الطريق قابلتني طالبة من الجامعة أشفقت علي حالي وبدون التحدث معاً , ساعدتني في حمل حقائبي الي سكن الطلبة وكان يسمي سابنجي .

اعطتني مديرة السكن مفاتيح الغرفة , كانت تبدو أمرأه طيبة , لكنها عملية للغاية ومتقلبة المزاج , أخذت المفاتيح وتوجهت للسكن , دخلت الغرفة وأخبرتني هي أن الغرفة مشتركة وسيكون لدي رفيقة من افريقيا أيضا لكن من الجنوب , لم أسال او اعلق , فجل ما كنت أمر به كان يكفيني .

كانت الغرفة ضيقة للغاية وبها ثلاث أسرة كل سرير كان له طابقان الطابق السفلي عبارة عن مكتب متصل به لمبة أناره للدراسة وفي الجانب خزانة للملابس والسرير في الطابق الثاني , ويوجد ثلاجة مشروبات صغيرة للغاية كالتي توجد في الفنادق , كما يوجد أيضا مرآة بطول الحائط وخزانة لوضع المتعلقات , مثل الاواني أو المعلبات او الطعام المغلف .

لا أدري لكن كنت اشعر بالاختناق , بالرغم من تعبي الشديد , فقد قضيت ثلاثة ايام بدون نوم تقريباً , لم أستطع لا النوم او المكوث في الغرفة , فقررت أن أنزل للطابق السفلي فعلي الاتصال بعائلتي فلم اتحدث معهم حتي الآن منذ الصباح وبطارية هاتفي توشك علي النفاذ .

لم أكن أعرف أنه سيمر علي العديد من الأيام التي لن أستطيع النوم بها , وستصاحبني الكوابيس لفترة كبيرة , فالقادم لم يكن سهلاً .