أعرف إنك لم تعد متصلا بي , روحك شاخت قبل أوانها , كميت علي قيد الحياة , غريب كيف عبثت بك الحياة وغيرتك , البشر حكموا عليك بالنهاية , وأصدروا حكمهم القاسي بدون حتي أن يأخذوا ثانية واحدة لسماع المرافعة , أتسائل كثيرا عن حالك , كيف أنت ؟ هل لازلت تتمني أن تعيش , هل تقبع هناك في الجانب المظلم المنسي من العالم المخيف ؟ ,

لقد قتلوا فينا ما نحبه ويحبنا , أماتوا أحلامنا البريئة وحرمونا أن نعيش حياتنا كما أردنا , أن يستهزأ بك أحدهم وبأحلامك لهو أبشع أنواع الشر وانعدام الرحمة , فهم حولوك تدريجيا لمسخ مشوه من نفسك , قتلوا أحلامك وقطعوا أجنحتك , أخبروك أن تفيق من أوهامك وأن تعيش علي الأرض , والواقع أن أحلامك هي ما كانت تبقيك أنت , وقدموك للواقع المشوه , أهذا هو الواقع الذي كلفني أحلامي وما أعيش لأجله , والأقسى من كل ذلك أن من فعلوا ذلك كانوا من ينتموا اليك وتنتمي اليهم , لم يهزمنا الغرباء ولا الأصدقاء بقدر ما خذلتنا عيون العائلة , كيف فعلوا بنا هذا ونحن صغارهم ؟ , أو كيف فعلت بهم الحياة ذلك مسبقا وجعلتهم يفعلوا بنا نفس الشيء , في أحلامي أجد نفسي أمشي بأقدام عارية علي شاطئ بحر أزرق بلون زرقة السماء الصافية , وتلامس أقدامي الماء النقي الطاهر الذي يغسل أحزاني وآثامي , لقد كنا صغار نحلم بأجنحتنا الصغيرة , لكن أستيقظنا بداخل كابوس , الصدمة من ذلك وفقط جعلت من أرواحنا أرواح خائفة , تلوذ بالفرار للركن الآمن والدافئ من المكان حتي أننا لا نعرف إذا كنا حقا نشعر بالأمان أم نوهم أنفسنا بذلك , لقد سحقت روحي الحالمة حقيقة الحياة القاسية , حتي الحب الذي هو من حق الجميع , لم نحصل عليه يوما , برغم إحتاجنا الشديد لكتف نضع عليه رأسنا المليء بالكدر , يقولون أن النهاية جيدة والحياة عادلة , لكنني لم أعد أصدق بكل هذا , فما أعيشه لا يمت لحكايات أمي التي طالما روتها لنا قبل النوم , فالأمير لا يتزوج الفتاة الطيبة , بل يفضل الفتاة الأجمل الغنية , والذئب لم يكن يوما شريرا ولم يأكل الجدة , بل هذا ما روته لنا 1ذات الرداء الأحمر وأقنعت العالم به لتخفي جريمة قتلها للذئب البريء , فالحيوان دائما ما كان أرحم من البشر , فمن كل ما أعيش معهم وأحبهم لم يحبني أحد ويفهمني بقدر ما فهمني حيواني المفضل البريء , أريد أن أرسل رسالة للفنان المجروح بداخل كل واحد منا , أرجوك تماسك وعد الي الحياة , إذا كانت هناك ولو فرصة ضئيلة لذلك تمسك بها , فنحن نحتاج اليك كثيرا بيننا , أنت ما تجعل من أحلامنا حقيقة وليس مجرد خيال , لا تدع أحدهم يقتلك , لأنه لن يكون العالم أبدا كما كان وأنت لست هنا , فنحن حقا نحبك