عندما تقدم إعتذارك لأحدهم تأكد أنه في فترة صلاحيته ومازال يحمل قيمته وتأثيره، لنتفق أولًا  بأن الاعتذار لايُقدم عليه إلا الكبار، لكل شيء فتره ذهبيه أو مدة صلاحية لإحداث فرق أو تغيير خلالها بعدها تفقد هذه الأشياء أهميتها وقوة تأثيرها تصبح غير صالحة للإستخدام، ففي السياسة مثلًا  تعد أسرار الدولة ذات أهمية وتسعى كل الدول لحمايتها من أن يستغلها عدو ويهز بها أمنها واستقرارها ولكن بعد عدة عقود يعد كشف ونشر ذلك السر بلا أهميه فلن يزعزع ذلك الاستقرار فيها لأنه وبكل بساطه فقد قيمته و عوامله المساعدة للإصلاح أو التدمير، كذلك الاعتذار عندما تقدمه مبكرًا ستحدث الفرق لأن العوامل مازالت موجودة والجراح التي أوغلتها مازالت مفتوحة وحديثة وقد يسهل علاجها، وفي حال فعلت العكس وأخذتك العزه بالإثم ومضى بك الزمن وندمت على مافعلت فلا قيمة أبدًا لأي توسل واعتذار تقدمه لاحقًا فلن يقبل منك ستبدو مقزز إن فعلت، يذكرني ذلك كثيرًا بؤلائك الذين يبطشون في شبابهم وقوتهم وعندما يشيب ويضعف وتحين لحظة الموت يطلب المغفرة ممن أساء لهم وكأنه يقول من حيث لايدرك لولا ضعفي لما إعتذرت، هو هنا فقط يريد أن ينجو من الحساب فكر في إنقاذ نفسه ولم يهتم أبدًا بهم ولا يهمه إن كان إعتذاره ذا قيمه أم لا والحقيقة أنه بلا قيمه أو حتى معنى لقد تجاوز فترة صلاحيته بكثير إعتذرت أم لم تعتذر لم يعد ذلك بمهم، وأخيرًا عندما تدرك ماهيتك وإنك إنسان غير معصوم فلا عيب في أن تخطئ، دع كبريائك جانبًا ولتكن لديك جرأة الاعتذار وضع في الحسبان أن قبوله لايعني أبدًا عودتك إلى مكانتك لديهم وعليك تقبل ذلك الثمن




** ماكتب يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط