في روايه اوراق شمعون المصري حينما سأل شمعون الشيخ عابر وقال له اذا كان هذا هو إله بني اسرائيل ايضا فلماذا يتجلي علينا بجبروته ولا يتجلي برحمته ؟ اجابه الشيخ بأجمل واصدق اجابه قرأتها في

 حياتي (هو يتجلي علينا كيفما نراه) اذا اعمانا الطمع وحب الدنيا عن رؤيه رحمته ونعمه العظيمه والكثيره التي لا تعد ولا تحصي فحتما سيتجلي علينا بجبروته حتي نذكر نعمه علينا 

سبحانك يا الله . كم انت عظيم ! كم هي كثيره نعمك علينا وكم هو كبير جحودنا وسوء خلقنا تجاه نعمك العظيمه ورغم هذا كله لم تسخط علينا وتعذبنا وتحرمنا من نعمك بل عاقبتنا عقابا عادلا وهو زياده حبنا للدنيا اكثر كي نشعر بمراره التيه في حب الدنيا وننسي انه لا يوجد أجمل من العيش في الاخره فهي الملاذ الامن من تعب الدنيا وانه مهما طال الامد في هذه الدار فإنها فانيه لا محاله فيا لنا من مساكين نتمسك بأمل زائف زائل ونغض الطرف عن النعم العظيمه وعن الدار الاخره  التي لا نشقي فيها ابدا ولا نجوع ولا نعري 

كل ما نفكر فيه  طوال اليوم هو الوظيفه التي لم نحصل عليها والجامعه التي لم يتسني لنا الدخول اليها نستيقظ من النوم لنفكر في اي شئ سنسخط عليه اليوم ونكره وجودنا بسببه نقوم بالعبادات دون ان نتفكر فيها وننسي ان نحمد الله ان اعطانا فرصه اخري في هذه الدار للعمل من اجل الدار الاخري ننسي حقيقه ان هذه دار العمل واننا نعمل كي نصل الي بيتنا .

تتجلي علينا بجبروتك كي نسخط اكثر ونظن اننا علي حق وان العالم قاسي وهو المخطئ وننسي اننا سبب الشر في العالم واننا اجحد الخلق نعيب علي بني اسرائيل جحودهم واذا تفكرنا قليلا نجد اننا اسوأ حالا من بني اسرائيل فنحن نجحد فضلك وعفوك وكرمك ونلبس رداء الرضا ونحن ابعد ما يكون عنه نظن ان الحياه بطبيعتها قاسيه واننا ضحاياها ولكن في الحقيقه نحن من اظهرنا قسوتها بتكبرنا وبطمعنا  

احاول ان اتخيل الان كيف كانت لتكون الحياه اذا كنا نشكر النعم ونرضي حقا كيف سيكون الحال اذا تجليت علينا برحمتك يا رحيم ؛ كنا سنملك الدنيا دون ان تملكنا هي ؛ كنا سنصل الي اعلي الاماكن برضانا وبشكر النعمه ؛ كنا سنري جمال الدنيا وجمال تجليك علينا برحمتك يالله 

فاللهم اجعلنا من الشاكرين ورطب السنتنا بالحمد والتسبيح وذكرنا بنعمك واجعلنا قادرين علي شكرها ظاهره وباطنه .