اذا نظرنا من حولنا الي بلاد العالم اجمع وقارنا بين حكامهم وحكامنا . نجد ان حكام الغرب جميعا في وقتنا الحاضر يجتهدون كل الجهد من اجل ارضاء الشعب . يتكفلون كل سبل الرخاء والرفاهية من مأكل نظيف امن ومسكن مهيأ كل التهيء لافضل حياة و وسائل النقل والمواصلات التي لا يمكن ان تتأخر عن مواعيدها اكثر من دقيقة واحدة . والامن و الامان وحرية الاعتراض والتظاهر و تكافل حرية الرأي .والعدل والمساواة في كل جوانب الحياة . والتعليم المتحضر المتطور . يعلمون اولادهم الحرية و التعبير عن الرأي بدون مراعاة رقيب . فلا حاكم طاغ قادر ولا صاحب رأي يقدر علي فرض رأيه مطلقا .
اما في الشرق فلا اعتقد ان هناك شئ مما سبق نراه علي الاطلاق . فلا رخاء ولا رفاهية في الحياة اطلاقا . الاكل يتسورد لا نعلم ما شابه . وشباب يهيمون جل حياتهم تائهون بين تعليم متخلف كل التخلف و في النهاية لا عمل ولا مسكن ولا حياة علي الاطلاق ذل وهوان .لا امن ولا امان ناهيك عن المواصلات التي لا تعلم معني الوقت مطلقا فكل يسير علي هواه . ولا يعرف الشرق مطلقا معني كلمة حرية ولا اعتقد ان هناك قاموس يحويها . فلا عدل ولا مساواة . انها الواسطة والمحسوبية اسلوب الحياة الاول في الشرق اجمع .
والأسوأ هو ان الحاكم هو صاحب الرأي الاول والاخير وحاشية من حوله لا دور لهم غير الموافقة كالبهائم .
يذكرك بالمعتصم الذي كاد ان يقتل الامام احمد بن حنبل لاختلافة عنه في قضية ما .
ولكن لما كل ذلك ؟ لما الاختلاف البين ذاك ؟
لا قيام لحكم الظاغية الا علي الاذهان الممسوخة والافكار الراكده البلهاء و الحجر علي ذوي الرأي أن ينظروا الي الامور الا من الزاوية التي يراها لهم الطاغية .
فقد ادرك فرعون مصر تلك الحقيقة فأعلن الغاء حرية الرأي حين قال ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾
غافر: 29
هذه السياسة القمعية والمتسلطة هدفها - في الدرجة الأولى - دغدغة مشاعر الجماهير، بصورة عجيبة، تجمع إلى ذلك سخرية لاذعة محفوفة بجهل وتجهيل خطيرين.
وهي إلى ذلك تخفي في باطنها الهدف الحقيقي وهو: أنها تسعى لمنع كل فكر وإبداع يخالف ما هي عليه من الباطل.
فلا صرير فيها لقلم حر ولا لصوت يحمل الحق ولا لهتاف نزيه
بل للأقلام الهابطة والأصوات الفاجرة والقيم المتدنية وكل ما من شأنه أن يلهج بذكرها ويسبح بحمدها، ليلًا ونهارًا، وسرًا وإعلانًا.
وبهذه السياسة سياسة الظلم والتسلط والجبروت استطاع هؤلاء الحكام دفن كل متحدث وكل صاحب رأي وخرس كل راغب في التغيير .
ولكن كيف التغير ؟
قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - يوم قال لا يكونن أحدكم إمعة، قالوا: وما الإمعة يا أبا عبدالرحمن؟! قال: يقول أنا مع الناس، إن اهتدوا اهتديت، وإن ضلوا ضللت، ألا ليوطنن أحدكم نفسه على أن كفر الناس أن لا يكفر
وقال - أيضًا -: "اغد عالمًا، أو متعلمًا، ولا تغد إمعة بين ذلك
وكذلك كلمة شيخنا العلامة مقبل الوادعي - رحمه الله - وهو يقول: "إذا أردتم أن يرفعكم الله فلا تكونوا إمّعة، فإن الذي يكون إمّعة لا يزال منهزمًا". أو كما قال - رحمه الله.
فذاك هو طريق التغيير . لا تسر مع التيار كن قويا
فحتي السمكة الميتة تستطيع ان تسير مع التيار .