دائمًا تثير استغرابي بعض الكلمات في الرسائل الدعوية و النصائح واللتي يكون فيها تسطيح عجيب لمشقة فعل الواجب أو الفريضة على المسلم!
من أكثر المواضيع الـمُـلاحظ فيها هذا الشيء وهو الموضوع اللذي دعاني لكتابة هذه التدوينة؛ تجد الكثير يصنّف الحجاب والعباءة على أنها من نعيم الدنيا، ويتجاهل المشقة اللي تتكبدها المرأة، ومخالفتها لرغباتها في التخفف، والزينة وعدم التقيد بشكل و لبس واحد !
مع كل هذه المتاعب لا يمكن أن تقول أن الحجاب يسير -مثلًا-، ولكن الصحيح أن يكون القول: نعلم أن الحجاب حرمك من أشياء تحبينها، نعلم هذا ولا نطالبك بتجاهله أبدًا .. لا تسمعي ممن لا يعرف مقدار جهدك والمشقة في استتارك ، ويصوّره لك على أنه من نعيم الدنيا !
ولكن يكفيك ويشعرك بالرضا أن الله يعلم أنك أطعتيه في وقت تحبين فيه أن تتخففي من الملابس لحر أو رغبة في زينة، ولن يضيع الله هذا أبدًا ما دامك تفعلين ذلك لإرضاءه، استشعري هذا فقط!
"كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم"
الله عز وجلّ يعرف أن حب الحياة أمر فطري في الإنسان، لذلك أخبره أنه يكره القتال ومع ذلك سيقاتل ويترك ما يحب فقط لأجل إرضاء الله ونصرة دينه !
وحين قيامك في ليلة شاتية باردة، وتركك سريرك الدافئ، وصب الماء البارد على أعضاء جسمك لتتوضأ لصلاة الفجر ، هذا يسمّى بـ"إسباغ الوضوء على المكاره"
الإسلام لا يخدعك، يخبرك أنه قد تكره أشياء -كرهًا فطريًا وليس كرهًا لنفس التشريع-
ومع ذلك تقوم بها بكامل الرضا والتسليم، لأنك تعلم أن ما عند الله لا يضيع .. أبدًا
والسلام.