إن الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات؛ نص ديني من حديث نبوي كان كفيلا بإحقاق الحق و إذلال الباطل، و جعل الحلال فخرا و زينة و بهاءا بعيدا عن الرياء، و إذلالا و تبطيلا و تحقيرا للحرام. لطالما أعز الإسلام معتنقيه ، و ما كانوا أعزاء إلا به، فكان هو الدستور والمرجع القائد لطريق الصواب. أعطى ديننا الحنيف لكل ذي حق حقه وفصل في جميع المسائل التي قد تحدث خللا في سيرورته أو تنشب من وراء ظهرها فتن، فأحل كل ما فيه صلاح و كل ما يخدم المسلم في أمور دينه و دنياه، و حرم كل ما قد يخدش أو يهتك بعرض المسلم؛ فكرم المرأة و أعلى شأنها و رفع من قدرها و أنزلها منزلة لا تحق لغيرها، فالمرأة المسلمة ستر و طهر و عفاف و وقار كيف لا و قد أعزهن خير البشرية صلى الله عليه و سلم بقوله فيهن عن البخاري " من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذي جاره، و استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، و إن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، و إن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا ". 

عهدنا منذ سابق العصور أن المرأة من المحركات الأساسية في بناء المجتمعات فكما يعلم الجميع أن " وراء كل رجل عظيم إمرأة " فبصلاحها تصلح أجيال و بخرابها تهدم و تزول، فوجب أن تكون تلك البذرة المثمرة التي أين ما حلت تركت أثرا طيبا جميلا بجميل أخلاقها. لم يكن من العيب يوما أن تكون المرأة سندا و معينا لأهلها أو لزوجها و أولادها بالعمل أو السعي وراء لقمة العيش الكريم، "فالنساء شقائق الرجال"  لكن هذا وجب أن يكون وفق النهج الإسلامي و الشريعة و أن لا يتخلله أي تعدٍ على حد من حدود الله.

يمكن للمرأة الجزائرية المسلمة الاصيلة أن تصنع إسما و مجدا أو حتى تنشئ حضارة في أي مجال تشاء عن طريق علمها و اجتهادها و إبداعها و لن يعيق تقدمها شيء مما يروج له من ضعفاء الإيمان عديمي الهوية، المسلمين بالاسم من يرون أن الاسلام قيد و كل ما تحرروا من قيودهم فتحت لهم الفرص للظهور و كسب الشهرة؛ فرب السماء ما أمر بفعل شيء إلا كان دليلا لقلب المسلم يقوده لفعل الصواب و يمكنه من النجاح.

لم أتخيل يوما أن يكون طمس الهوية بوابة للفرج و للإنفتاح على العالم و كسب قلوب المعجبين و المحبين و التأثير عليهم و تحويلهم إلى قطيع مبرمج يتبع راعيه أينما سار. الدين الاسلامي كرم المرأة المسلمة بالغطاء و الحجاب و السترو أحا إظهار زينتها الا لمحارمها و مقت المرأة الغيرالمحجبة بإدراكها سن البلوغ، فما بالك بتلك التي تجهر بالمعصية و تتفاخر بها معنونة إياها بالتفتح و الحرية الشخصية.

أتسائل كيف يكون هنالك محبين و معجبين لامراة تمتهن الاباحية و تفخر بها، لامراة تدعم المثلية و تسميها توجها و حرية شخصية؟ الخطير في الامر ان هناك من يدافع عن مواقفها و تصرفاتها بشدة و هذه المصيبة الأعظم؛ فهذا يعني أنها قد تمكنت من طمس شخصيات الكثيرين و أوهمتهم ان اي تصرف خليع أو ممارسة حرام هي وجه من أوجه التطور و التحضر.

لا يصح إسلام المسلم في كونه مسلما بانتسابه للدين الإسلامي لأن والداه مسلمان ما لم يلتزم بتعاليم الدين وفق ما ورد في القرءان و السنة، فالمسلم يمثل نفسه و يمثل غيره من المسلمين فلا يحق له إعطاء صورة سيئة عن الاسلام و المسلمين عن طريق ممارسات خليعة تعطي نظرة نمطية، تمثيلية عن الإسلام و المسلمين

قال تعالى " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة و الله يعلم و أنتم لا تعلمون " 

بقلم: السبع زيد