يوميات معلم زنكَلاديشي2

حيدر حسين سويري

 

   بدأ اليوم بمحاولة إقامة اصطفاف للتلاميذ، وتوزيعهم على صفوفهم وشعبهم، ليتسنى للكادر التعليمي توزيع الكتب، والبدء بإعطاء دروس وحصص موادهم الدراسية، لكن ضوضاء الأهالي وسلوك التلميذ المشاكس حال دون إقامة الاصطفاف، مع ذلك استطاع الكادر ان يجد طريقة لتوزيع التلاميذ على صفوفهم ثم على شعبهم رافقتها بعض الحالات سنتعرض لها هنا...

   كانت المفاجأة ان إدارة المدرسة لا تمتلك سوى الكتب القديمة، المسترجعة من التلاميذ، التي غالبا ما تكون ممزقة وقد فقدت الكثير من اوراقها، هذه الكتب تكاد لا تغطي 50% من عدد التلاميذ! ماذا نفعل الآن؟ هكذا تحدث الكادر مع إدارة المدرسة، خصوصا وان المدرسة تحت سيطرة الأهالي!

   كان الحل ان نبدأ بالمراحل الأولية، لأن حضورهم كان قليلا، فعسى ان يكفي ما عندنا من الكتب لهم، ونؤجل المراحل الأخرى ليوم غد، حتى يأتي الله بأمره وهو ارحم الراحمين.

   وقف كل مرشد أمام تلاميذه، مرحباً بهم ببدء العام الجديد، وبدء بسرد توجيهات الصحة والسلامة منها التباعد في الجلوس وعدم استخدام أغراض التلاميذ بعضهم للبعض الاخر، وما هو الأفضل برأيهم، الدوام الحضوري ام التعليم الالكتروني؟ فقاطعه أحد التلاميذ دخل الصف متأخراً وأخذ ينظر حوله ثم قال: 

استاذ اريد اكَعد!

تفضل اكَعد

وين؟

مثل ما تشوف، لو تلتج على جماعتك برحله لو تكَعد بالكَاع 

أني ما اكَعد بالكَاع، أني اروح اشتكي

روح اشتكي وكروتك عليه!!

استأنف المعلم حديثه من حيث من هو الأفضل برأيكم: التعليم الالكتروني ام الحضوري؟ حضر أحد تلاميذ الصف الرابع الراسبين فقال: استاذ وين صفي؟

انت بيا صف ابني

استاذ أني راسب بالرابع 

لا بابا انت نجحت، فروح دور اسمك بصفوف الخامس

استاذ بس أني اريد اعيد السنة بالرابع لان العام ما لحكَت افهم شيء

والله يا ابني هذا قرار الوزارة وهي أفهم مني ومنك!

قام أحد التلاميذ وقال: أستاذ طبعا الحضوري أحسن، لان احنا لا عندنا موبايل ولا انترنت، بس أستاذ الحضوري همين ما راح نفتهم، إذا هيج اعداد وكتب ماكو!

نلتقيكم في يومٍ اخر...