بقلم/ جيهان حكيم

 

 

1
ها هو مارس يطل على من جديد..
مارس الذى حز عنقى بسكين يطلق ضحكة ساخرة 
ويسأل عنك..؟
ولا تزالين هناك تسكنين قبر فى عمق التراب
هاهو اليوم الذى أهرب منه وأرتجف من آلمه الكظيم يتقدم نحوى بخطوات ثابتة ، واثقة ،ويضع لحظة الفاجعة امامى ويضعنى بين فكى العذاب والوداع الذى دفع بقلبى للفرار منى تاركاً أياى أواجه قدرى 
جاء مارس الحزين الذى تقافزت أوراقه صفراء شاحبة خشنة الملمس وبلا رحمة حول العيد إلى جحيم 
جاء مارس الصادم الذى حمل على قائمته تاج منقوش عليه أسم وتاريخ وميعاد دفن الملكة فتهاوت المملكة وأنهارالعرش على أعتابه 
********
2
جاء مارس يستعرض عضلاته ويسلط أنيابه ويتخفى برداء الربيع ويتهادى بعنوان العيد الذى يسألنى عن غيابكِ فأسقط مكسورة كجذع شجرة أجوف ظل واقفاً فى وجه الرياح

جاء عيدك ياأمى الذى تستشعر نفسى فيه القتامة والعزلة وغمامات حزن تتأرجح حولى لذكرى تعتصرنى وتتركنى أرتمى ذابلة 
جاء العيد الذى أبكى فيه ولا أحد يسمع بكائى ،أئن ولاأحد يسمع صراخى أنكس حزنى فيه وامضى بلاوطن ياوطنى

جاء الربيع ياأمى يدعونى مثل كل عام 
يالحرقة قلبى حين أدخل البستان فأجده صحراء جرداء 
حتى الأزهار التى تسحر النظر بألوانها رحلت دون أن تقدم أعذاروفروع الياسمين وزهورها التى أحب ملقاة إلى جانب الطريق بياضها يلفحه السواد والفراشات والعصافيرالتى كانت تغرد وتصدح خرساء والاشجار ظلها خالى والاوراق ميتة على الأرض فهل كنتِ المياه التى ترتوى بها جذورها

اخرج وأغلق الباب بعد أن اكتشف أن كل شئ هنا دونك قد هرم وأصبح بلا مأوى يستظله الخواء الذى تتجدد تفاصيله بألف شكل ولون

مارس الحزين … دعنى وشأنى ولا تعاود طرق الباب
فقد رحلت صاحبة العيد