واستعادت القهوة صوابها ذات مساء؛ حدثتني بحكاو كثيرة عن‏ ‏الوطن،‏ عن الحب المعتق في رفوف العيب ، عن المبادئ والعادات،عن‏ ‏بون‏ ‏الاختلاف‏ ‏الشاسع‏ ‏الذي‏ ‏تكتبه‏ ‏الجغرافيا‏ ‏على‏ ‏جبين‏ ‏الشعوب..

اعتلى‏ ‏الحوار‏ ‏ربى‏ ‏اول‏ ‏صدفة‏ ‏مرت‏ ‏بي‏ ‏في‏ ‏الغربة،‏ ‏حين‏ ‏كنت‏ ‏معلقا‏ ‏قلمي‏ ‏على‏ ‏حافة‏ ‏التردد‏ ‏لاأفكر‏ ‏في‏ ‏شيء‏ ‏والكلمات‏ ‏عالقة‏ ‏‏في‏ ‏عنق‏ ‏الزجاجة،‏ ‏كان‏ ‏الوقت‏ ‏باكرا‏ ‏والمكان ‏يبدو‏ ‏هادئا‏ ‏كشتاء‏ ‏ديسمبر.. في مدينة آسيوية مكتظة كهذه، تكفي نصف ساعة لتلتحق الحشود المصطفة على "ساب واي" للفطور بأعمالها .. لاأحد يكترث لذلك المتسول الذي يعانق احزانه على قارعة الرصيف ولا لتلك القطط السائبة بقسوة الزمن .. الناس هنا كالالات ‏تعاف الجلوس سوية سوى للغداء،

طلبت الجلوس بقربي ‏ودون‏ ‏ان‏ ‏تلتقط‏ ‏انفاسها‏ ‏تسألني‏ ‏ماذا‏ ‏أكتب؟‏ ‏لاشيء،‏ ‏ثم‏ ‏اردفت‏ ‏‏"‏مذكرات‏ "‏.. لم تكتب شيئا لن يقرأه أحد؟ ‏‏نحن نكتب لنتخلص من ذكرياتنا لا ليقرئها أحد .. فهي ليست صالحة للبيع ولالزخرفة الكتب ..

ماذا تشعر وأنت تكتب؟ انه انتقامي المهذب فحسب، لاأشعر بشيئ!

سعدت بلقائك واختنقت المسافة بيني وبين وطني الذي أطمح أن اعيش فيه، قد لاأحسن تحنيط المشاعر الذي يقومون به وقد أثور على الحياة الخزفية المعدة لي مسبقا .. هي معادلة استمرار فحسب طرفاها يستعصيان على التوازن.

وثيقة سفر، تاريخ من الشمع، طريق طويل غير معبد ودون معالم، لابد من شنقيط وإن طال السفر.

(#هلوسةـالامتحانات)