تقسو عليك الحياة لتعيد ترتيب الفوضى في داخلك إنها تخبرك بأن المواقف والأحداث لاتكشف لك حقيقة الأشخاص فقط بل إنها تضعك أمام حقيقتك أيضًا، في خضم ذلك الصراع كنت حريصًا على أن لاتطفئ تلك المرحله مضيئًا داخلي، لم أرغب أبدًا في أن يظلم جزء مشرقٌ بي، فعلت كل مافي وسعي من أجل أن أحافظ على إتزاني الداخلي و أظن أنني قد نجحت، لم أكن على إستعداد أبدًا لأن أفقد نفسي في سبيل أحد، فهي جندي وذخيرتي وعدتي وعتادي، لقد كنت ولازلت أرفض مشاركة أحزاني وخيباتي ولم أكن أعرف سبب ذلك الرفض حتى قرأت هذا الاقتباس لقد فسر لي السبب حقًا: ("خُنتُ أحزاني حين تحدّثتُ عنها لكلّ أحد، اختلطتْ ملامح وجهي بملامحِ الناس فأبصرتُني ممزّقاً في كلّ وجه."عبدالله الهدلق)، لطالما سألت الله الحكمة وأظنه قد أعطاني، لقد كان الله معي دائمًا فأنا أراه في الأشخاص الذين يضعهم في طريقي وفي تفاصيل أخرى كثيره، أشعر كما لو أني قد تحررت من أغلال كبلتني طويلًا  وأن تلك الغيوم السوداء تفرقت وتوقف ذلك المطر الملوث، وتلاشى ذلك الضباب، لقد بدأت تدب الحياة من جديد، وانتهى فصلٌ قاسيٍ وطويت أخر صفحاته وأغلق ذلك الكتاب للأبد لقد دُمر مينائه وتحطمت سفنه وفرض الحظر الجوي على طائراته فلا عودة لراحلين ولا نجاة لهالكين، وبدأ فصلٌ أخر وآن للشمس أن تشرق فيه..