Image title
لوحة الفنان -عماد أبو اشتيه- فلسطين

 غزة قدمها من قدم فلسطين فهي موغرة في التاريخ لن نستطيع تحديد بداية لها من كتب التاريخ ولكننا نستطيع قراءة التتابع الحضاري المميز من خلال دراسة الآثار المكتشفة فيها، ويخبرنا علماء الأثار إن التنقيب في مدن وقرى وجبال فلسطين يختلف عن غيره في دول العالم، ففي مصر ستجد فقط أثار متشابه ذات طابع حضاري واحد لحقبة ما وكذلك في العراق ولكن في فلسطين الأمر مختلف، ولعل تتابع الحضارات عليها جعل فيها تنوع أثري غريب، وكلارنس ستانلى فيشر خبير التنقيب الذي عمل في مصر والعراق وفلسطين يعتبر شاهداً على هذه المناطق الثلاث يقول "أُفضل التنقيب في فلسطين حيث كان يتحفني مخزون أرضها المتنوع فعند التنقيب في أحد تلالها تجد اليوم نوعاً من الفخار ذو قيمة تاريخية وفي اليوم الثاني تجد تمائم وأثار مصرية أو لوح عليه نقوش هيروغليفية وفي اليوم الثالث تجد في نفس الموقع ختم اسطواني أو لوحة بالخط المسماري السامي السومري العراقي القديم" وهذا يوضح بجلاء التتابع الزمني لمحتوى التل فكل طبقة تبين حقبة تاريخية دفنت فوق حقبة وحضارة سبقتها فالتلال تخفى تحتها تاريخ أمم وحضارات قامت في نفس المكان وقد تكرر هذا الأمر في التنقيب في تل بيت مرسم " قرية في مدينة دورا إلى الجنوب الغربي من مدينة الخليل على بعد 30 كم " 1930 مع كلارنس ستانلى فيشر ومع ليفتر جرالد في بيسان 1933 وفي أريحا عام 1935 مع جون جارستانج، مدير المدرسة البريطانية لعلم الآثار في القدس 1919 وكذلك في غزة في الفترات التي أظهرت هذه المدينة العظيمة تاريخها لعشاق الأثار والتاريخ فها هم الكنعانيون والفرس واليونانيون والرومان والمسيحيون والعرب والمسلمون ساهموا بجلاء ووضوح في بناء تاريخها العريق وسوف تجد بقايا أثارهم أمام ناظريك حين تسير في شوارعها القديمة فغزة كتاب مفتوح لمن يجيد القراءة وفلسطين هي المكتبة الجامعة لتاريخ الأمم.

نبض القلم: مصطفى بلبيسي
www.omelketab.com