قبل عشر سنوات, تنفيذا لأوامر اسيادهم وخوفا على عروشهم وضمن برنامج الشرق الاوسط الجديد بشان تفتيت الامة وتمزيقها, لكي ينعم كيان العدو بالأمن والاستقرار ,وظف الخليجيون كافة امكانياتهم المادية والاعلامية للنيل من سوريا وشعبها الابي,فتم جلب المرتزقة من كافة اصقاع العالم للقيام بأعمال القتل ضد الشعب السوري بمختلف مكوناته العرقية والمذهبية, ومنها ارتكاب ابشع الجرائم بحق اهل الكتاب النصارى, الذين عاشوا في سوريا على مدى قرون في وفاق مع اخوتهم المسلمين وتدمير معابدهم واخذهم سبايا حرب وهم عزّل من السلاح.

بسقوط مصر وقبلها العراق وانشغال الجزائر بأزمتها الداخلية, تمكن الخليجيون من الامساك بزمام الجامعة العربية, تم طرد ليبيا من الجامعة وكذا اوصوا المجتمع الدولي بنخصيص مقعدها الاممي للمعارضة, حاولوا اعادة الكرة مع سوريا, افلحوا عربيا لكنهم فشلوا دوليا, فمندوبها وطني بامتياز ولم يقبل التدخل الاجنبي كما فعل زميله الليبي بذرف دموع التماسيح وتلك المناحة الشهيرة بأروقة مجلس الامن, ويثبت لنا ان بروتس وان مات جسدا فان روحه قد تسللت الى كيان مندوبنا فأصيب بالاغماء, لينال عطف من حضر.  

المؤكد ان الهدف الرئيسي من العشرية السوداء التي اصابت بعض بلداننا العربية هو التطبيع مع كيان العدو, حيث ان ذلك لم يكن متاحا ولم يجرؤ حكام الخليج على القيام به خوفا من نقمة شعوبهم ومعارضة الانظمة التي تم استهدافها.    

بعد ما الحقوه من قتل وتشريد وتدمير للبنى التحتية, ويأسهم من اسقاط النظام بفعل تماسك المؤسسة العسكرية والامنية والتدخل الروسي والايراني,عملوا على اقامة خطوط اتصال مع نظام وصفوه بأبشع الاوصاف ونعتوه بالكفر.

بالأمس وزير خارجية الامارات يذهب الى دمشق التي طالتها صواريخ ومدفعية المرتزقة التي دفع ابن زايد وصحبه تكلفتها, ويلتقي الرئيس السوري الديكتاتوري العلماني! يطلب وده, ويرغب في اعادة العلاقات معه واقامة محطات لتوليد الطاقة, دماء السوريون اغلى من اموالهم.  

ندرك انها ليست صحوة ضمير, فهؤلاء لا ضمير لهم ,وليس تكفيرا عن الذنوب فهم لا يعون ما يفعلون, نراهم مجرد دمى يحركها الغرب كيفما يشاء خدمة لمصالحه غير المحدودة, يطبعون مع كيان العدو ذاك شانهم فلا حول ولا قوة لهم, عبيد مأمورون, يشتركون معه في مناورات بالبحر الاحمر لحمايته فذاك ما لا يصدقه العقل, لأنهم ومنذ ان خلقوا (سياسيا)يعيشون تحت الحماية.

لقد اوعز اليهم اسيادهم الغرب بضرورة التواصل مع النظام السوري, والهدف ابعاده عن ايران,علّهم يفككون المحور الذي يقف لهم حجر عثرة اينما تحركوا, خاصة وان المحور سعى الى اقامة افضل العلاقات مع الصين وروسيا ليشكلوا تجمعا اقتصاديا وتحالفا اقليميا في وجه الارهاب الذي (افرخته) معامل الاستخبارات المركزية الامريكية البيولوجية.

كنا نتمنى على الرئيس السوري ان يقوم صحبة ضيوفه بزيارة ميدانية الى احياء العاصمة ليشاهدوا عن قرب حجم الدمار الذي سببوه, أبواب دمشق ليست مشرعة امام الخونة والعملاء ,وان عودته الى الجامعة التي لم تعد عربية لا يشرفه بل يسيء اليه,عليه ان يجهز تقارير عن ما ارتكبه هؤلاء من جرائم في حق الشعب السوري الآمن, وتقديم مرتكبيها الى محكمة الجنايات الدولية وتعويض الشعب السوري, فالقصاص السبيل الوحيد الى استتباب الامن والاستقرار.        

ميلاد عمر المزوغي