أعلم ذنبي وأعلم مدى جُرمي
لم أكن يومًا تقيًا، كُنت اجرح صفو الماء في حياتي وأتبرك في كدره
كنت شخص اخر، مُخادع يتفنن بالتظاهر العفيف يحتاله الأحساس المغشوش الذي يحتالك يتوهم النجاة وهو غارق، يُراقب بني جنسه كأنه ليس منهم وكأنهم ليسوا سوا بقايا تكوين اشياء، كأنه ليس منهم وليسوا منه
لا أعلم كم مره مارست هذه التقوى امامك ربما حياتي كلها كانت خداع، اتقنتها تمامًا كانت مُنجية احيان ومُهلكة احيانً
اليوم انا أسعد صدقيني، اليوم انا أخدش طهري معك واستبدله بحقيقة اخرى واقعية اكثر شفافة اكثر
سبقتك الى منابع الخلاص والحرية، سبقتك وحيدًا، سعيدًا بانني لن اقف اخيرًا انظر للاماني المستحيله والامل المهلوك
أعلم بانني لم التزم بوعودي ابدًا واني خنت الامال كثيرًا أعلم بانني ممُثل رائع وكاذب متمرس، ونذل مُتغطرس، تخجل امي مني كثيرًا ويتمنى ابي ان ذلك اليوم الذي تكونت فيه لم يكن
وانت طالما تمنيتي انك لم تسمحي لي يومًا بان اخدش طُهرك ولم تتلاقى سُحبنا
اليوم يومًا سعيد؛ لي ولابي وامي ولك، وللسياف
اصدقائي بدو حزينين ومكسورين ولكن لا يعلمون
أنني نجوت
نجوت من ارتجافي وخوفي
نجوت اخيرًا من الصعود لسطح لا وصول له
نجوت من النهايات المفتوحة
ها انا ابتسم وانا انظر للسياف الذي يُهديني نجاتي على طبق من ذهب
اضطررت طوال الوقت ان ارتدي وجههًا ليس وجهي
وها انا اليوم اتخلص من وجهي ومن جسمي ومن روحي
ها انا اليوم اتخلص من حالة اكتئاب عارضة لم تُشخص
اليوم انهي الثأر الذي بين العالم وبيني
اليوم انا اشعر بالخلاص
واخيرًا
تأهب للحظة اعدامه وكأنها اكثر لحظاته حماسة
صعد للمنصة وكانها منصة زفافه
يُنظر لحبل الاعدام وهو يلتف على رقبته وكأنها يداها الرقيقتين حين تلتف عليه لتُقبله
ويُنظر الى السيّاف كأنه من يحكم على روحه بالراحة الأبدية اخيرًا
لم يعلم كيف يُجيب على سؤال: ماهي اخر أمانيك؟
هل لديه أماني؟ هذا اكثر سؤال جعله يتفكر
هل هنالك شي واحد اراده فعلًا قبل الموت؟ هل لديه رغبات مُلحة يُريد تحقيقها قبل الموت؟
ابتسم ابتسامة شفقة
اشفق على نفسه، لانه ليس لديه ما يقوله بعد كل هذه السنوات من الرغبة بالتحدث، اليوم تحشرجت الكلمات ولم تخرج ابتسم فقط ونظر للسماء وابتسم وهو يحادث امه واخيرًا انه يوم جميل للموت أليس كذلك؟ ابتسمت هي الاخرى لتودعه
ارتفع عن الارض واصبح بعيدًا عن نفسه عن إنسانيته المُخادعه
أرتفع ليحيا حياة أخرى
حقيقية اكثر