معاذ بديوي


أحيانًا أحب البحث في الشعر العربي فتبادر إلى ذهني بيت:

وفي الهيجاء ما جربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزالِ

فقررت أن أبحث عن تلك الأبيات وأصلها وقائلها فوجدت أن تلك القصيدة لا يعرف قائلها؛

من الغريب في هذه القصيدة كما قرأت أنها منذ الزمن الجاهلي!! واستغربت كثيراً من قائلها وأحلامه التافهة (ستقرأ أحلامه في القصيدة)؛قرأت تلك القصيدة الغريبة فوجدت أنها لم توزن جيداً مع محاولات الإلقاء والتلحين فأثار هذا الأمر اهتمامي حيث أن أغلب القصائد الجاهلية التي قرأتها كانت موزونةً وزناً تاماً منضبطاً جليا.

القصيدة شرعياً فيها بعض المنكرات والمحرمات

يقول ذاك الشاعر في قصيدته الغريبة أنه يريد كسر بيضتين ودهس الضعيف من الصوص!! 🤷‍♂️ وختمها بأن هذه هي الشجاعة (التفاهة).

تلك القصيدة مناسبة لمن يريد التسلية والـضحك من وجهة نظري وما هي إلا نكات

هذه القصيدة كاملةً:

أرى أني إذا ما الحرب قامت     ---    أرابط خلف ربات الحجال

أحمس في الوغى أبناء قومي   ---   وأحمي ظهرهم عند النزال

فإن ظفروا ظفرت معهم     ---     وإن لم يظفروا فقد دبرت حالي

وفي الهيجاء ما جربت نفسي     ---     ولكن في الهزيمة كالغزال

ولي عزم يشق الماء شقا     ---     ويكسر بيضتين على التوالي

ويقطع خيط قطن بعد لأي     ---     إذا ما الخيط كان على انحلال

وإن أدخل على الصيصان يوما     ---     أدوس ضعيفهم تحت النعال

أرى الفئران تهرب من أمامي     ---     إذا ما شاهدت يوما خيالي

وينهزم الذباب فلا أراه     ---     وكم هشمت آلاف النمال

وقد شاهدت صرصورا كبيرا     ---     فلم أهرب ولا سلمت حالي

إلى أن جاءني مدد سريع     ---     من المولى العلي وذي الجلال

وألهمني بأن ألقي بنفسي     ---     وأن أتماوتن على الرمال

إلى أن يأذن المولى بحل     ---     وينهزم العدو بلا نزال

ولو لم ينهزم لغدا صريعاً     ---     وشاهد همتى ورأى احتمالي

وتلك مزية الشجعان مثلي     ---     يفر عدوهم قبل النزال